1
فإذا كانت الأشياء ليست قابلة للمقارنة هكذا بالنسبة إلى الكم؛ أي إن الكمية الفلانية مضارعة الكمية الفلانية، فيلزم على الأقل أن تكونه بعلاقة الأثر الذي يمكن أن تحدثه. مثال ذلك: إذا كان كوتيل من الماء يمكن أن يحدث من البرودة ما تحدثه عشرة كوتيلات من الهواء؛ فحينئذ تكون العناصر قابلة أيضا للمقارنة بينها بعلاقة الكمية لا من حيث هي بالضبط كمية مادية، ولكن من حيث إنه يمكنها أن تحدث فعلا ما.
2
قد يمكن أيضا مقارنة القوى أو الطاقات ليس فقط بمقياس الكمية مباشرة، بل أيضا بالتنسيب والتشبيه. على ذلك يمكن أن يقال إن الشيء الفلاني حار كما أن الشيء الآخر أبيض، فكاف التشبيه تبين علاقة المشابهة إذا كان المعنى هو الكيف، فإن كان المقصود الكم فهي تفيد المساواة، ولكن من السخف - فيما يظهر - أن الأجسام التي لا يمكن أن تتبدل بعضها ببعض لا تكون قابلة للمقارنة فيما بينها بعلاقة المشابهة، وأن تكون فقط بمقياس قوتها، ولأن الكمية الفلانية من النار مثلا يمكن أن تكون أيضا حارة وتحدث الحرارة التي تحدثها الكمية الفلانية من الهواء التي هي أعظم منها. وفي الواقع إن جوهرا من هذا الطبع إذا كانت كميته أعظم يمكنه أن يصير بالتنسيب مكافئا؛ لأنه سيكون والآخر من جنس واحد.
3
أزيد على ذلك أنه على حسب مذهب أمبيدقل لا يوجد نمو ممكن إلا النمو الذي يحصل بالجمع، وهكذا هو يفترض أن النار تنمو بالنار حين يقول:
الأرض تنمي الأرض والهواء ذاته ينمي الهواء.
حينئذ ليس هذا إذن إلا مجرد إضافة، ولا يظهر أن الأشياء التي تنمو يمكن أن تنمو هكذا.
4
ولكنه أعسر أيضا على أمبيدقل أن يوضح كون الموجودات في الطبع؛ لأن كل الموجودات التي تولد وتتكون بحسب القوانين الطبيعية، أو تولد دائما بطريقة منتظمة، أو بالأقل على الغالب بهذه الطريقة، والموجودات التي تتكون على ضد هذا النظام الثابت أزلا أو بالأقل الأكثر في العادة، هي ثمرة علة اتفاقية وثمرة المصادفة. فما هو الفاعل إذن في أن من إنسان يولد إنسان، إما دائما وعلى حسب قاعدة أزلية، وإما بالأقل بحكم العادة الغالبة، كما أن من القمح يأتي دائما قمح لا شجرة زيتون. أم هل العظام لا تتكون أيضا بالطريقة عينها؟ كلا إن الأشياء لا تكون بالمصادفة وبالاتفاق كما يقول أمبيدقل، بل هي تتكون بنوع ما من العقل.
Página desconocida