22
وقد يظن أيضا أن الاستحالة هي تغير ما من هذا القبيل، ولكن ها هنا فرقا عظيما، فإن في الموضوع جزءا يرجع إلى الكنه وجزءا يرجع إلى المادة، فمتى فقط حصل التغير في هذين الأمرين، فهناك حقا كون وفساد. ولا يكون إلا مجرد استحالة متى حصل التغير في الخواص والكيوف العارضة للشيء.
23
فما هو إلا بافتراق الأشياء وباجتماعها أنها تصير قابلة للفساد بسهولة، مثال ذلك متى تجزأ الماء إلى نقيطات صغيرات تتحول بأسرع ما يكون إلى هواء، في حين أنها إذا بقيت كتلة تصير هواء بأبطأ من ذلك.
24
على أن هذا سيتضح فيما يلي. ولكن ها هنا أردنا فقط إثبات أن من المحال أن يكون كون الأشياء مجرد تأليف كما زعم بعض الفلاسفة.
25
هوامش
الباب الثالث
متى تقرر هذا يلزم البحث أولا فيما إذا كان يوجد في الواقع شيء يولد ويموت بطريقة مطلقة أو ما إذا كان لا يوجد شيء يولد ويموت بالمعنى الخاص. وفي هذه الحالة يلزم فحص ما إذا كان أي شيء ما لا يأتي دائما من شيء آخر هو يخرج منه؛ مثال ذلك من المريض يأتي الصحيح ومن الصحيح يأتي المريض، أو كالصغير يأتي من الكبير والكبير يأتي من الصغير، وكل الأشياء بلا استثناء «تكون» بهذه الطريقة عينها. إذا سلم بكون مطلق يلزم حينئذ أن الموجود يأتي مطلقا من اللاموجود؛ أي من العدم، بحيث يحق التأكيد بأن العدم يتعلق ببعض الموجودات. والكون الإضافي يمكن أن يأتي من لا موجود إضافي، ومثال ذلك الأبيض يمكن أن يأتي من اللاأبيض أو الجميل يأتي من اللاجميل. لكن الكون المطلق يجب أن يأتي من اللاوجود المطلق.
Página desconocida