كلمات دلت التسمية به على وجوده ومن أسمائه ما يقال أنها غيره وهي كلمات دلت التسمية على فعل كالخالق والرازق ومنها ما لا يقال هي هو ولا هي غيره وهي كلمات دلت التسمية به على صفة قديمة كالعالم والقادر.
مسألة
[ الخلاف في أسماء الله ]
فإن قيل : إن أسماء الله تعالى قديمة أم محدثة قال الشيخ أبو محمد
أنها محدثة فإن قيل أكان الله والاسم له قال فإن عنيت موجودا أحدث
الأسماء فنعم وإن عنيت بأنه تعالى كان الاسم فلا. لم يزل الله له الأسماء
الحسنى لا يحصيها غيره ولو صح هذا لصح معه غيره.
مسألة
[ أعلم الله الخلق كيف يسمونه ]
قال المؤلف إن الله لم يزل قبل كل شيء ولم يزل بصفاته الذاتية فلما أن
خلق الخلق أعلمهم كيف يصفونه ويسمونه وهذا فصل بين المعلوم والموجود.
مسألة
[ صفات الله العليا ]
فإن قيل : فإن الله تعالى لم يكن موصوفا حتى وصفه العباد قلنا : إن
عنيت أنه لم يكن عالما ولا قادرا ولا سميعا ولا بصيرا حتى وصفه بذلك
العباد فهذا خطأ لأن الله تعالى لم يزل عالما سميعا بصيرا حيا قادرا وإن
أردت لم يصفه أحد متى خلق الواصفين له فهكذا نقول أنه لم يكن
موصوفا ولا معبودا ولا مذكورا حتى خلق من يصفه ويعبده ويذكره ولم
يزل واصفا لنفسه في الأزل فلما خلق من يصفه أعلمهم ليصفوه.
مسألة
[ معرفة صفات الذات وأسماء الله ]
معرفة صفات الذات وأسماء الله وصفاته تعالى من ذاته فصفاته الذاتية
قديمة ولا يجوز أن يقال هي هو ولا هي غيره ولا هو غيرها وصفاته الفعلية
هي غيره وهي محدثة والاسم عن صفة عبادة الله وهو من المتكلم به
محدث وهو غير الله والموصوف به قديم ولم يزل الله وصفاته.
مسألة
[ معرفة صفات الذات وأدلتها ]
في معرفة صفة الذات وأدلتها أنه الله تعالى يوصف بها ولا يوصف
بضدها وصفات الفعل يوصف بها وبضدها وصفات الذات نحو قولك لم
Página 90