============================================================
(فصل) وكان خلقه في الطعام أنه يأكل ما وجد، ولا يتكلف ما فقد، وإذا حضر طعام لا يريه، وما عاب طعاما قط، بل إن أعجبه أكله وإلأ تركه. وأكل لحم الإبل ، والبقر، والغنم، والدجاج، والسمك، والؤطب، والتمر، وشرب اللبن حليبا وممزوجا، واكل الخبز بتمو، والخبز بخل، والخبز بشحم، وكبد الغنم مشويا، والقديد، والدباء، وكان يحبها ويتتبعها من جوانب القصعة، والجبن والثريد، والخبز بزيت والخبز بزيد، وإذا لم يجذ شيئا صبر حتى شد الحجر على بطنه، وكان أحيانا لا يجد من الدقل(1) ما يملأ بطنه .
وكان يأكل لحم الطير الذي يصاد ولا يتبعه، ولا يصيده، وكان إذا أتى طعامه بسط الشفرة على الأرض ووضعه عليها، ولم يأكل على خوان(2)، ولا في سكروجة(3)، وياكل بثلاثة أصابع، وريما استعان بالرابع، ونهى عن الأكلو بأصبع وقال: "أكل الشيطان" وبائنين وقال: "أكل الجبابرة"(4) ويأكل اللقمة الشاقطة، ويقول: "لا ندعها للشيطان"(5)، ويلحس القصعة ويقول : "اتستغفر للاحسها"(1)، ويتبع ما سقط من الشفرة ويقول: "من فعله غفر له".
(1) الدقل: رديء التمر ويابسه. النهاية (دقل) وفي (1) : البقل.
(2) الخوان: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. النهاية (خون) : (3) الكرؤجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأذم، وهي فارسية. النهاية (سكرجة): (4) كنز العمال 260/15 (40866) بلفظ : "الأكل بأصبع واحد أكل الشيطان، وبائنين اكل الجبابرة، وبالثلاث أكل الأنبياء" رواه أبو محمد الغطريفي في جزثه وابن النجار عن أبي هريرة: (5) أخرجه مسلم (2034) في الأشربة، باب استحباب لعق الأصابع والقصعة، والترمذي (1803) في الأطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط، وأبو داود (3845) في الأطعمة، باب في اللقمة تسقط.
(2) جاء في جامع الأصول 401/7 (5463) وزاد رزين: "إن آنية الطعام لتستغقر للذي يلعقها ويغسلها وتقول: أعتتك الله من النار كما أعتقتني من الشيطان".
Página 34