============================================================
الباب الثاني فبه فانته الخلاهوة كان ربعة لا بالطويل ولا بالقصير لكنه إلى الطول أقرب، بعيد ما بين المنكبين، أزهر اللون، عظيم الهامة، واسع الجبين، أزج الحاجبين (1)، أبلج ما بينهما، كأن ما بينهما الفضة المخلصة، أدعج العينين (2)، فيهما تمؤج من حمرة، مقلج (3) الأسنان، يفتر عن مثل حب الغمام .
شعره غير سب (4) ولا قطط (5)، بل وسط، أحسن الناس عنقا، لا ينسب إلى طول ولا إلى قصر، ما ظهر من غنقه للريح والشمس كأنه إبريق فضة مشرب ذهبا، عريض الصدر لا يعدو لحم بعض بدنه بعضا، كالقمر في بياضه، موصول ما بين ليته(6). وسرته بشعرته (7) كالقضيب، ليس في صدره ولا بطنه غيره.
(1) الزجج: تقؤس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. النهاية (زجج).
(2) الدعج والدغجة: السواا في العين وغيرها. وهنا يريد ان سواد عينيه كان شديد السواد. النهاية (دعج).
(3) الفلج: بالتحريك : فرجة ما بين الثنايا والرباعيات. النهاية (فلج) .
(4) في الأصول: غير جعد. والمثت من صحيح مسلم (2347) في الفضائل، باب في صفة النى ومبعثه.
5) القطط: الشديد الجمعودة. النهاية (قطط) .
(2) اللية: وهي الهزمة الوهدة التي في أعلى الصدر وتحت العنق. النهاية (لبب) و (هزم).
(7) في المطبوع، وفي (ب): بشعر.
Página 29