============================================================
بالعبودية وضعفه وانقهاره تحت الأحكام الإلهية(1) وكلامه أفرد بعدة اسفار كبار، وأما ما نقل عنه من التقلل والتزهد واشتهر به من الترفب والتعيد فكثير. وقد قيل: التصؤف السلؤ عن الأعراض بالسمؤ إلى الأغراض.
وجاءه ابن الثياح (2) فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيث المال من صفراء وبيضاء. فقال: الله اكبر. فنادى في الناس ففرق جميع ما فيه وهو يقول: يا صفراء ويا بيضاء، غري غيري. ها وها حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم امر بنضحه، وصلى فيه ركمتين.
وما بنى لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة.
وكان يلبس إزارا غليظا أسود بخمسة دراهم (3).
وكان يرقع قميصه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لم هذا؟ قال: ليخشع القلب، ويقتدي به المؤمن.
وأتى يوما الشوق فقال: من عنده قميص بثلاثة دراهم؟ فقال رجل: عندي. فقال: اثتني به. فأتاه به، فأعطاه فلبسه فإذا به يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع.
وباع سيفه في ثمن إزار، وقال: والله لو كان عندي ثمنه ما بعته، فطالما كشفت به الكرب عن المصطفى .
ودخل ضرار(4) على معاوية فقال: صفت عليا. قال : أو تعفيني ؟ قال : لا .
قال: أما إذ لابد، فكان واللهبعيد المدى، شديد القوى، يقول فضلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانيه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الذنيا (1) الخبر كله ليس في (ب) .
(2) واسمه عامر، مؤذن علي رضي الله عنه، وروى عنه، انظر الإكمال: 7/ 330، وتوضيح المشتبه: 9 /23. وفي المطبوع : ابن التياح.
(3) الخبر ليس في (1) ولا في (ب).
(4) وهو: ضرار بن ضمرة الكناني. انظر الحلية 84/1، صفة الصفوة 315/1.
119
Página 110