Kashif Amin
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Géneros
قلت: لكن في عد الهم والغم من قبيل الاعتقاد تأمل، بل الظاهر أن الاعتقاد يلازمهما لا أنهما من أقسامه كما يظهر من حديهما المذكورين، ويجمع الجميع أن الكل من أفعال القلوب التي يتنزه الله عنها.
ويلتذ: من اللذة، وحقيقتها: المعنى المدرك بمحل الحياة مع الشهوة وضدها الألم، وحقيقة المعنى المدرك بمحل الحياة مع النفرة.
والشهوة والنفرة: جنسان من الأعراض التي لا تدخل تحت مقدور العباد، وقد تصحبهما الإرادة والكراهة كما إذا تعلقت الشهوة بمباح نافع والنفرة بمؤلم غير واجب ولا مندوب، فتصحب الشهوة حينئذ الإرادة والنفرة الكراهة، وقد توجد الشهوة دون الإرادة كاشتهاء الجائع الحرام، وتوجد النفرة دون الكراهة كشرب الأدوية المارة والحجامة ونحوها، والإرادة والكراهة داخلتان تحت مقدور العباد ويوصف بهما الباري تعالى بخلاف اللذة والألم والشهوة والنفرة، فلا يصح عليه تعالى شيء منها ولا غيرها من جميع ما ذكر [ لأن ذلك ] المذكور من جميع ما مر [ كله ] من خصائص الأجسام المحدثات و[ شواهد ] على من اتصف بأي شيء منها بحدوثه وثبوت [ الوجود ] له [ بعد العدم، و] قد ثبت بالأدلة القاطعة أن الله تعالى قديم، فتجويز وصفه تعالى بشيء مما مر ذكره أو ما هو نحوه من سائر صفات الأجسام والجواهر والأعراض [ مناف لما هو عليه ] سبحانه وتعالى [ من صفات الكمال والعظمة والجلال. ]
Página 233