============================================================
ونكنس من عدونا إلى الدردور . وهو سيف القائم . بيان هذا أنه في معنى ما تقدم ذكره أن في كل عصر حجة الله من نبي مرسل، وإمام منتجب ، ولكل واحد منهم في عصره عدو كما قال الله عز وجل : { وكذلك جعلنا (1) لكل نبي عدوا من المجرمين } فالنبي مثل النبي، والعدو مثل العدو، فكل عدو لنبي، فهو عدو أيضا لمن كان قبل النبي وبعده من الأنبياء، لأنهم عادوا أمر الله، فمن قام به فهو عدوه، وكذلك الهداة بأمر الله واحدا بعد واحد في كل عصر وزمان، وأمر الله واحد لا يتبدل أمره ولا تتحول مشيئته، فمن عادى اسماعيل بن ابراهيم وصي ابراهيم فهو عدو علي بن أبي طالب وصي عمد صلى الله عليه وعلى آله، وعدو هارون وصي موسى في حياته فقول أمير المؤمنين الذي لقيت من الأمم السالفة، يعني أنه قائم بأمر الله الذي كذبته الأمم السالفة لما قام به أوصياؤهم بعد آنبيائهم إشارة إلى ما فعل قوم موسى بهارون، وقوم عيسى بشمعون، وكلهم كذب أمر الله الذي قاموا به وهو واحد، وكذلك قال محمد صلى الله عليه وعلى جميع آنبيائه والهداة بأمره علي مني بنزلة هارون من موسى . وقال الله عز وجل: { ملة أبيكم ابراهيم(2)). فهذا الشرح بيان في هذا الباب مع الذي تقدم من الشرح وفيه كفاية وشفاء .
وقول الله جل وعلا : { عم يتساءلون . عن النباء (2) العظيم . الذي هم فيومختلفون) قال : النبأ الآية ، والعظيم الذي عظمه الله العظيم الذي لا إله إلا هو(4، والآية هي العلامة، والعلامة هي الاسم، والاسم هو النبأ صاحب الزمان(5) مستجاب أهل السموات والأرضين(2) إذا نزل بهم نازلة، وهو قائم الحق
Página 32