المقرئ، المفسّر، الواعظ، الأديب، الثقة، الحافظ، صاحب التصانيف الجليلة، من التفسير الحاوي أنواع الفرائد، من المعاني والإشارات، ولكمال أرباب الحقائق، ووجوه الإعراب والقراءات، ثم كتاب العرائس والقصص، وغير ذلك ممّا لا يحتاج إلى ذكره لشهرته، وهو صحيح النقل موثوق به، حدّث عن أبي طاهر بن خزيمة، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وأبي بكر بن هانئ، وأبي بكر بن الطرّازي، والمخلدي، والخفاف، وأبي محمد بن الرومي، وطبقتهم. وهو كثير الحديث، كثير الشيوخ- وذكر وفاته كما تقدم-.
قال: وسمع منه الواحدي التفسير وأخذه منه، وأثنى عليه، وحدّث عنه بإسناد رفعه إلى عاصم، قال: الرياسة بالحديث رئاسة نذلة، إن أصحّ الشيخ وحفظ وصدق فاحمى، قالوا: هذا شيخ كيّس. وإذا وهم قالوا: شيخ كذّاب. وله كتاب ربيع المذكّرين.
ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٢/ ٤٣):
أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعالبي:
ويقال الثعلبي أيضا، وهو لقب وليس بنسبة، النيسابوري المفسر المشهور، له التفسير الكبير، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء ﵈ وغير ذلك، وكان كثير الحديث واسع السماع، ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير، وذكره عبد الغفار بن إسماعيل الفارسي في تاريخ نيشابور وأثنى عليه وقال: هو صحيح النقل موثوق به، توفّي في سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وقال غيره: توفّي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم منها، ورؤيت له منامات صالحة ﵀، وقال السمعاني: ونيسابور كانت مغصبة «١» فأمر سابور الثاني ببنائها مدينة.
السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى» (٤: ٥٨- ٥٩/ ترجمة ٢٦٧):
أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق النيسابوري الثعلبي: صاحب التفسير، كان أوحد زمانه في علم القرآن، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء ﵈ ... إلى أن قال:
روى عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، وأبي محمد المخلدي، وأبي بكر بن هانئ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وجماعة. وعنه أخذ أبو الحسن الواحدي، ثم ذكر رؤيا القشيري ...، ومن شعر الثعلبي:
وإنّي لأدعو الله والأمر ضيّق عليّ فما ينفكّ أن يتفرّجا
وربّ فتى سدّت عليه وجوهه أصاب له في دعوة الله مخرجا
توفّي في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
_________
(١) المغصبة: قرية صغيرة.
1 / 6