El Descubrimiento y la Explicación

Abu Ishaq al-Taʿlabi d. 427 AH
113

El Descubrimiento y la Explicación

الكشف والبيان

Investigador

الإمام أبي محمد بن عاشور

Editorial

دار إحياء التراث العربي

Número de edición

الأولى ١٤٢٢

Año de publicación

هـ - ٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

قال مقاتل: خلق الله كلّ شيء- الحيوان والجماد وغيرها- ثمّ علّم آدم أسماءها كلها. فقال له: يا آدم هذا فرس، وهذا بغل، وهذا حمار حتى أتى على آخرها ثم عرض تلك الأشياء كما عرض الموجودات على الملائكة. فكذلك قال: ثُمَّ عَرَضَهُمْ ولم يقل: عرضها، وردّه الى الشخوص والمسمّيات لأنّ الأعراض لا تعرض. وقيل: علّم الله آدم ﵇ صنعة كل شيء. جويبر عن الضحّاك عن ابن عباس قال: علّم الله آدم أسماء الخلق والقرى والمدن والجبال والسباع وأسماء الطير والشجر وأسماء ما كان وما يكون وكل نسمة الله ﷿ بارئها إلى يوم القيامة، وعرض تلك الأسماء على الملائكة. فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إنّ الخليفة الذي أجعله في الأرض يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ. أراد الله تعالى بذلك: كيف تدّعون علم ما لم يكن بعد، وأنتم لا تعلمون ما ترون وتعاينون. وقال الحسن وقتادة: إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إني لا أخلق خلقا إلّا كنتم أعلم وأفضل منه، قالت الملائكة: إقرارا بالعجز واعتذارا. قالُوا سُبْحانَكَ: تنزيها لك عن الاعتراض لعلمك في حكمك وتدبيرك، وهو نصب على المصدر، أي نسبح سبحانا في قول الخليل. وقال الكسائي: خارج عن الوصف، وقيل: على النداء المضاف أي: يا سبحانك. لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ بخلقك الْحَكِيمُ في أمرك. وللحكيم معنيان: أحدهما: المحكم للفعل، كقوله: عَذابٌ أَلِيمٌ، وحز وجيع. قال الشاعر: أمن ريحانة الداعي السّميع ... يؤرّقني وأصحابي هموع «١» أي المؤلم والموجع، والمسمع «٢» فعيل بمعنى: مفعل وعلى هذا التأويل هو صفة فعل. والآخر: بمعنى (الحاكم العالم) وحينئذ يكون صفة ذات، وأصل الحكمة في كلام العرب: المنع. يقال: أحكمت اليتيم عن الفساد وحكمته، أي منعته. قال جرير:

(١) تفسير الطبري: ١/ ١٧٩، وهو لعمرو بن معد يكرب. (٢) هذا تفسير للشعر فقوله فيه: السميع: أي المسمع كما في تفسير الطبري.

1 / 178