وأما الاستهزاء
فمقصودك منه إخزاء غيرك عند الناس بإخزاء نفسك عند الله وعند الملائكة والنبيين فلو تفكرت في خزيك وحيائك وحسرتك وخجلتك يوم تحمل سيئات من استهزأت به وتستاق إلى النار لأدهشك ذلك عن إخزاء صاحبك ولو عرفت حالك لكنت أولى أن تضحك منه فإنك سخرت به عند نفر قليل وأعرضت نفسك لأن يأخذ بيدك يوم القيامة على ملإ من الناس ويسوقك تحت سيئاته كما يساق الحمار إلى النار مستهزئ بك وفرحا بخزيك ومسرورا بنصرة الله إياه وتسليطه على الانتقام
وأما الرحمة له على إثمه
فهو حسن ولكن حسدك إبليس واستنطقك بما تنقل من حسناتك إليه مما هو أكثر من رحمتك فيكون جبرا لإثم المرحوم ليخرج عن كونه مرحوما وتنقلب أنت مستحقا لأن تكون مرجوما إذ حبط أجرك ونقصت من حسناتك
[الغضب لله]
وكذلك الغضب لله لا يوجب الغيبة فإنما حبب الشيطان إليك الغيبة ليحبط أجر غضبك وتصير معرضا لغضب الله تعالى بالغيبة و
Página 32