أرواحهم فجعلها في قناديل من زبرجد وياقوت ثم علقها وسط الجنة. فإذا كان الليل ردت إليهم أرواحهم فلا تزال كذلك حتى إذا طلع الفجر ردت أرواحهم إلى مكانها الذي كانت فيه.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن إبراهيم أن المهلبي قال حدثني الذين كانوا يمرون بالمصر في في الأسحار قالوا: كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت البناني سمعنا قراءة القرآن.
وأخرج ابن مندة عن سلمة بن شبيب. قال سمعت أبا حماد الحفار. وكان ثقة ورعا. قال: دخلت يوم الجمعة المقبرة نصف النهار، فما مررت بقبر إلا سمعت منه قراءة القرآن. وأخرج ابن مندة عن عاصم السقطي قال: حفرنا قبرا ببلخ فنفذ في قبر فنظرت فإذا بشيخ في القبر متوجه إلى القبلة وعليه إزار أخضر واخضر ما حوله وفي حجره مصحف يقرأ فيه. وأخرج ابن مندة عن أبي ا لنصر النيسابوري الحفار. وكان صالحا ورعا قال: حفرت قبرا فانفتح في القبر قبر آخر، فنظرت، فإذا أنا بشاب حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح جالسا متربعا وفي حجره كتاب مكتوب بخضرة أحسن ما رأيت من الخطوط وهو يقرأ القرآن فنظر الشاب إلي وقال: أقامت القيامة؟ قلت: لا. فقال: أعد المدرة إلى موضعها فأعدتها إلى موضعها.
ونقل السهيلي في دلائل النبوة عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه حفر في مكان فانفتحت طاقة. فإذا شخص على سرير وبين يديه مصحف يقرأ فيه وأمامه روضة خضراء وذلك بأحد، وعلم أنه من الشهداء لأنه رأى في صفحة وجهه جرحا.
وأورد ذلك أيضا أبو حيان في تفسيره. وحكى اليافعي في روض الرياحين عن بعض الصالحين قال: حفرت لرجل من العباد قبرا وألحدته فيه فبينما أنا أسوى اللحد إذ سقطت لبنة من لحد بلية فنظرت فإذا شيخ جالس في القبر عليه ثياب بيض تقعقع وفي حجره مصحف من ذهب مكتوب بالذهب وهو يقرأ فيه فرفع رأسه إلي وقال:
أقامت القيامة؟ رحمك الله. قلت: لا. فقال رد اللبنة إلى موضعها رعاك الله.
فرددتها. وقال اليافعي أيضا: روينا عمن حفر القبور من الثقاة أنه حفر قبرا
Página 10