Revelación de lo que el Diablo Impuso

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
86

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Investigador

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

بما أمر الله به ورسوله من توحيده، وينهى الله عنه ورسوله من اتخاذ القبور أوثانًا وأعيادًا وإيقاد السرج عليها وبناء القباب، وغير ذلك مما تقدمت الإشارة إليه من فنون الشرك الذي كان يفعله المشركون مع أرباب القبور. فقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أنه مضاد لما بعث الله به رسله من تجريد التوحيد، فإذا نهى الموحد عن الشرك بالأموات [والغائبين] (١) إشمأزت قلوبهم؛ وقالوا: قد تنقص أهل الرتب العالية؛ وزعم أنهم لا حرمة لهم ولا قدر، ويسري (٢) ذلك في نفوس الجهال والطغام وكثير ممن ينتسب إلى العلم والدين، حتى عادوا أهل التوحيد ورموهم بالعظائم؛ ونفروا الناس عنهم ووالوا أهل الشرك وعظموهم وزعموا أنهم أولياء الله وأنصار دينه ويأبى الله ورسوله ذلك، وما كانوا أولياؤه إن أولياؤه إلا المتقون (٣) الداعون إلى توحيده على بصيرة، لا لابسوا ثياب الزور الذين يصدون الناس (٤) عن سبيل الله، ويبغونها عوجا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولا تحسب أيها المنعم عليه باتباع صراط المستقيم أن النهي عن اتخاذ القبور مساجد وأعيادًا (٥)، وإيقاد السرج عليها، والسفر إليها ودعائها، والنذر لها واستلامها وتقبيلها، وتعفير الوجوه في عرصاتها ونحو ذلك: غضّمن قدر أصحابها، كما يحسبه أهل الإشراك والضلال، بل ذلك من إكرامهم

(١) ما بين المعقوفتين إضافة من "م" و"ش". (٢) في "م" و"ش": "وسرى". (٣) قوله "وما كانوا ... المتقون" أوردها المصنف –﵀ –للاستشهاد لا للاستدلال وقد وردت في المطبوعة على سبيل الاستدلال!! (٤) سقطت "الناس" من: "م". (٥) في "م": "أو أعيادًا".

1 / 98