وخرج عن الصراط المستقيم، الذي بعث الله به رسله وأنبيائه؛ ورد على الزنادقة، وغيرهم ممن ابتدع في دين الله. (وقد نص الإمام أحمد على أنه لا يجوز الاستعاذة (١) بالمخلوق، وأن ذلك شرك بالله) (٢)، وقد استدل الإمام أحمد –رحمه الله تعالى (٣) – بحديث خولة بنت حكيم (٤) أن رسول الله ﷺ قال: "من نزل منزلًا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل (٥) من منزله ذلك" (٦) .
على أن كلام الله ليس بمخلوق إذ لو كان مخلوقًا لما جاز الاستعاذة به؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك، وهذا العراقي المبهرج الكذاب يجادل بقوله إن الاستغاثة بغير الله ليست بشرك، فإن الكل عبادة (٧) . وهذه الاعتقادات في الأموات إنما حديت بعد الإمام أحمد ومن في طبقته من أهل الحديث والفقهاء والمفسرين وأما شيخ الإسلام ابن تيمية –﵀ – فأقامه الله سبحانه في زمانه بتحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة؛ كما أقام الإمام أحمد –رحمه الله تعالى (٨) – في زمانه بذلك من توحيد الصفات، فبين هذا
_________
(١) في (الأصل): "الاستغاثة" والمثبت من "م" و"ش". وانظر "مجموع الفتاوى": (١/١١٢)
و"تلخيص الاستغاثة": ص ١٧١.
(٢) ما بين القوسين سقط من: "ش" و(المطبوعة) .
(٣) سقطت من "ش".
(٤) زاد في "م" و"ش" "مرفوعًا".
(٥) هكذا في جميع النسخ الخطية: "يرحل"، وفي المسند وصحيح مسلم: "يرتحل".
(٦) أخرجه مسلم في "صحيحه" كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: (ح/٢٧٠٨)،
وأحمد في "مسنده": (٦/٣٧٧، و٤٠٩) .
(٧) سقطت من (المطبوعة) .
(٨) سقطت من: "ش" و(المطبوعة) .
1 / 48