Revelación de lo que el Diablo Impuso

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
195

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Investigador

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرا﴾ (١)، وقد قال غير واحد من السلف (٢): الجبت السحر، والطاغوت الأوثان، وبعضهم قال: الشيطان، وكلاهما حق. وهؤلاء يجمعون بين الجبت الذي هو السحر، والشرك الذي هو عبادة الطاغوت، كما يجمعون بين السحر ودعوة الكواكب، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام –بل هو (٣) دين جميع الرسل-أنه شرك محرم، بل هو من أعظم أنواع الشرك الذي بعثت الرسل بالنهي عنه، ومخاطبة إبراهيم الخليل لقومه كانت في نحو هذا الشرك، كما (٤) قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِين﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم﴾ (٥) . فإن إبراهيم ﵇ سلك السبيل؛ لأن قومه كانوا يتخذون الكواكب أربابًا يدعونها ويسألونها، ولم يكونوا هو ولا أحد من العقلاء يعتقدون أن كوكبًا من الكواكب خلق السموات والأرض، وإنما كانوا يدعونها من دون الله على مذهب هؤلاء المشركين؛ ولهذا قال الخليل ﵇: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ (٦)، وقال:

(١) سورة النساء، الآيتان: ٥١و ٥٢. وفي "م" و"ش" زيادة قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّه﴾ . (٢) انظر "تفسير ابن جرير": (٥/١٣٠-١٣٣) . (٣) سقطت من"ش": "بل هو". وفي "الاقتضاء": "هذا ". (٤) سقطت من "م" و"ش": "كما". (٥) سورة الأنعام، الآيات: ٧٥- ٨٣. (٦) سورة الشعراء، الآيات: ٧٥-٧٧.

1 / 212