164

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Editor

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

فإنهم اعتقدوا أن دعاء الميت الذي بني له المشهد أنفع لهم (١) من دعاء الله والاستغاثة به في البيت الذي بني لله ﷿، وإذا (٢) كان لهذا وقف، ولهذا وقف، كان وقف الشرك أعظم عندهم منه (٣)؛ مضاهاة لمشركي العرب الذين ذكر الله حالهم في قوله: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾ (٤) .
يجعلون لله زرعًا وماشية ولآلهتهم زرعًا وماشية، فإذا أصيب نصيب آلهتهم أخذوا من نصيب الله فوضعوه فيه، وقالوا: الله غني وآلهتنا فقراء (٥)، وهكذا هذه الوقوف والنذور التي تبذل عندهم للمشاهد هي عندهم أعظم (٦) مما يبذل عندهم للمساجد ولعمارة المساجد، وهؤلاء إذا قصد أحدهم القبر الذي يعظمه بكى عنده، وخضع ويدعو ويتضرع، ويحصل له من الرقة والعبودية وحضور القلب ما لا يحصل مثله في الصلوات الخمس والجمعة (٧)
وقراءة القرآن، فهل هذا (٨) إلا من حال المشركين المبتدعين، لا من حال الموحدين المخلصين المتبعين لكتاب الله (٩) وسنة رسوله ﷺ

(١) سقطت من "ش": "لهم".
(٢) في "ش": "إذا كان..".
(٣) سقطت من "ش": "منه..".
(٤) سورة الأنعام، الآية: ١٣٦.
(٥) في "ش": "فقيرة".
(٦) في "ش": "أعظم عندهم..".
(٧) في (المطبوعة): "الجمع" وهو تحريف.
(٨) في "الرد على البكري": "هذا الأمر..".
(٩) في "الرد على البكري": "لكتاب الله تعالى ورسوله..".

1 / 180