Revelación de lo que el Diablo Impuso

Ibn Hasan Al Shaykh d. 1285 AH
133

Revelación de lo que el Diablo Impuso

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Investigador

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Editorial

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

١١٩٣هـ

Año de publicación

١٢٨٥هـ

ومدلولها الطلب والسؤال، كما دل عليه قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ﴾ (١) . فأنكر تعالى (٢) على من صرف شيئًا من الدعوة (٣) لغيره، وأنه يكون بذلك كافرًا، وهو نص في دعاء المسألة بدليل قوله: ﴿لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ﴾ (٤)، وقد قال تعالى: ﴿قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا﴾ إلى قوله: ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِين﴾ (٥)، تبين بهذه الآية ونظائرها أن كل مدعو من دون الله لا ينفع داعيه ولا يضره، وأن دعوة من يدعي من دونه تنافي الإسلام، لأن أساسه التوحيد والإخلاص، وهذا الشرك ينافيه. وقد وقع في هذه الأمة من هذا الشرك الذي بيّنه الله تعالى، وبيّن ضلال من فعله ما لا يخفى على من له أدنى بصيرة، ومعرفة بالإسلام والإيمان، والناصح لنفسه لا يغتر بما زخرفه المشركون، ولبِّس به الملحدون. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّه﴾ الآية (٦)،

(١) سورة الرعد، الآية: ١٤. (٢) سقطت من "ش": "تعالى". (٣) في "م" و"ش": "الدعاء". (٤) سورة الرعد، ١٤. (٥) سورة الأنعام، الآية: ٧١. (٦) سورة الأنعام، الآية: ٥٦، وفي "م" و"ش": ذكرنا تمام الآية: ﴿قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِين﴾ .

1 / 148