والخال ضرب من البرود. وقيل: من ثياب اليمن وإياه عنى الشماخ بقوله في زائيته:
وثوبان من خال وتسعون درهمًا ... على ذاك مقروض الجلد ماعز
والخال: الرجل الحسن القيام على المال، ويقال: هو خال مال وخائل مال: إذا كان كذلك.
والخال: ضرب من النبت.
والخال: الظلف والغمز في الدابة، كقول الشاعر حيث يقول:
نادى الصريخ فردوا الخيل قانية ... تشكوا الكلال وتشكوا من خالًا
والخال: اسم مكان، قال الزمخشري في (كتاب الجبال والأمكنة والمياه): والخال: جبل تلقاء الدثينة قال الشاعر:
أهاجيك بالخال الحمول الدوافع ... فأنت لمهواها من الأرض نازع
قال ياقوت في كتاب"المشترك وضعًا والمختلف صقعًا": ذات الخال في موضع آخر في قول عمرو بن معدي كرب:
وهم قتلوا بذات الخال قيسًا
والخال: جمع خائل من الخيلاء، ومنه قول النمر بن تولب:
بان الشباب وحب الخالة الخلبه ... وقد صحوت فما بالقلب من قلبه
يريد: جمع خائل، وخالب من الخلابة، وقد نظم بعضهم هذه المعاني المشتركة في أبيات:
أتعرف أطلالًا شجونك بالخال ... وعيش زمان كان في العصر الخال
ليالي ريعان الشباب مسلط ... علي بعصيان الإمارة والخال
إذا أنا خدن للغوي أخو الصبا ... وللغزل المدلح ذو اللهو والخال
والخود تصطاد الرجال بفاحم ... وخد أسيل كالوذيلة والخال
إذا رئمت ربعًا رئمت رماغها ... كمارئم الميثاد ذو الرثية والخال
ويقتادني منهم رخيم دلاله ... كما اقتاد مهرا حين يألفها لخال
زمان أفدى من تراح إلى الصبا ... بعمي من فرط الصبابة والخال
وقد علمت أني وإن ملت للصبا ... إذا القوم كعوا لست بالرعش الخال
ولا أرتدي إلا المروءة حلة إذا ... ظن بعض القوم بالعصب والخال
وإن أبصرت المحمول ببلدة ... تنكبتها وابتسمت خالًاعلى خال
فحالف محلفي كل حلف مهذب ... وإلاتخالفني محالا إذا خال
وإني حليف للسماحةوالندى ... كما اختلفت قيس وذبيان بالخال
ويا ليتنا والحلف كل مهند لما ... ريم من صم العظام به خال
والشامة هي الخال، وتجمع على شام، تقول: رجل مشيم ومشيوم، كما في مخيل ومخيول.
وماله شامة ولا نهراء، أي ناقة سوداء ولا بيضاء، والأشيم الرجل الذي به شامة، والجمع شيم، مثل أبيض وبيض، وهذا أصل وضع اللغة في الشامة، ويطلق على النكتة السوداء، ثم غلب الاستعمال لذلك ثم أطلقت الشامة على النكتة من أي لون كان صباغها، ألا ترى قول رسول الله ﷺ لما نزلت: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) إلى قوله: (ولكن عذاب الله شديد) قال عمران بن الحصين: أنزلت عليه الآية وهو في سفر، فقال: "أتدرون أي يوم ذلك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذلك يوم يقول الله تعالى لآدم: ابعث بعث النار فقال: يا رب وما بعث النار، قال: تسع مئة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة" فأنشأ المسلمون يبكون فقال رسول الله ﷺ: "قاربوا وسددوا فإنها لم تكن نبوة قط إلا وبين يدها جاهلية، قال: فتؤخذ العدة من الجاهلية، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين، وما مثلكم ومثل الأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو الشامة في جنب البعير" ثم قال: "إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فكبروا ثم قال: "إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" فكبروا، فقال: ولآ أدري أقال الثلثين أم لا؟. رواه الترمذي فانظر إليه ﷺ كيف أطلق الشامة، وجعلها في جنب البعير، والبعير قد يكون أزرق وأحمر وغير ذلك، وماله غرض إلا النكتة القليلة من أي لون كان جنب البعير.
1 / 2