Descubrimiento del Desconsuelo
كشف الغمة
وإني أوشك [1] أن أفارقكم وإني مسئول وإنكم مسئولون، هل بلغت فيما أنتم قائلون؟
فقام من كل ناحية مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله وأنك قد بلغت رسالاته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله خير ما جازى نبيا عن امنه. قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق والنار حق، والبعث بعد الموت حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى. قال: فإني أشهد أن قد صدقتم ثم صدقتم، ألا وإني فرطكم على الحوض [2] وأنتم معي توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال: فعيل علينا [3] فلم ندر ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال: بأبي أنت وامي ما الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تزلوا ولا تضلوا. والأصغر منهما عترتي لا تقتلوهم ولا تقهروهم، فإني سألت اللطيف الخبير أن يردوا علي الحوض فأعطاني، فقاهر هما قاهري وخاذلهما خاذلي، ووليهما وليي، وعدو هما عدوي، ثم أعاد: ألا وإنه لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبيها [4]، وتقتل من قام بالقسط فيهما، ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه [5]، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وقد روى الزهري قال: لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع قام بغدير خم عند الهاجرة [6] وقال: أيها الناس إني مسئول وإنكم مسئولون هل بلغت؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت. قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت لكم، ثم قال: أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأنك
Página 70