Descubrimiento del Desconsuelo
كشف الغمة
كتابه «كشف الغمة» [1].
من هذه الإلمامة العابرة نستنتج أن البيت الذي نشأ فيه الإربلي كان بيت رئاسة وعلم، واتصل العلم في هذا البيت بعده لسنين طويلة، فأولاده وبعض أحفاده علماء لهم نصيب في الرواية والنقل.
نشأته
لا نملك نصا تاريخيا يحدد تاريخ مولد الإربلي على التعيين، إلا أن الاستاذ عبد الله الجبوري يرجح أنه كان مولده بإربل بين سنتي 620- 625، فيقول:
«الأرجح عندنا أنه ولد بإربل، وفي حدود سنتي 620- 625، وحجتنا فيما نذهب إليه أنه تولى رئاسة الكتاب في ديوان متولي إربل تاج الدين ابن الصلايا قبل هجرته إلى بغداد، ونرجح أنه تولاها في أخريات سنة 653، أي له من العمر ثمان وعشرون سنة، وهذا أقل احتمال حيث يتولى رئاسة الكتاب في ديوان متولي إربل في مثل هذا العمر» [2].
أقول: يستشف من بيت في الديوان أن الإربلي ولد نحو سنة 612، فإنه يقول:
ولو لا معان فيك أوجبن صبوتي
لما كنت من بعد الثمانين مغرما
إذا أخذنا بنسخة «الثمانين» لا «الثلاثين» كما رجحنا ذلك في التعليق على البيت، وإذا أراد الحقيقة من هذه اللفظة لا المبالغة الشعرية، وكانت القصيدة قالها في أواخر عمره.
أما نشأته الثقافية فلم نجد من مترجميه تفصيل ما يدلنا على سيره الدراسي وممن أخذ العلم وعلى من تتلمذ في مراحل الطلب المختلفة، ولا بد من الاكتفاء بالإجمال في هذا الشأن، فنقول:
يستفاد من آثاره الواصلة إلينا ومن تقاريظ العلماء والمؤرخين له، واستعراض نقولاته الأدبية وغيرها، أنه نشأ نشأة علمية صالحة وقرأ على أساتذة وشيوخ أصحاب الشهرة الأدبية والمكانة العلمية في عصر هم، فمساجلاته الشعرية ومناقشاته التي
Página 7