Descubrimiento del Desconsuelo
كشف الغمة
والثواب، ولاقدمه ذخيرة ليوم العرض والحساب، ولأجعله مؤنسا إذا أفردت من الأحباب والأتراب [1]، وخلوت بعملي وأنار هن الثرى والتراب، فقد تصديت لإثبات مناقبهم ومفاخر هم على مقدار جهدي لا على قدرهم العالي، ونظمت مزاياهم ما هو أحسن من انتظام اللئالي، وأوضحت من شأنهم ما يردع القالي [2] ويرد الغالي، وأنا أرجو ببركتهم عليهم الصلاة والسلام أن يهدي به الله من اعتنقته الضلالة، ويرشد به من خبط في عشواء الجهالة [3]، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وقائدا لنهجه القويم وصراطه المستقيم، فيه تعالى وتقدس اهتدينا إلى حبهم، وصرنا من حزبهم، وإليه تقدست أسماؤه تقربنا بودهم، وتمسكنا بعدهم، واقتفينا منهاج رشدهم، وإني لأرجو أن تهب عليه نسمات القبول، ويسري في الآفاق سرى الصبا والقبول، ويشتهر اشتهار الصباح، ويطير صيته في الأقطار وليس بذي جناح، وأن ينفعني به ويحسن ثوابي عليه ويجزل حظي من إنعامه وإحسانه، ويوفر نصيبي من فضله وامتنانه، وسميته كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة).
أبتدئ بعون الله وتوفيقه بذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسمائه وسنه ونسبه ومبعثه وشيء من معجزاته ووقت وفاته، وأذكر بعده عليا (عليه السلام) وفاطمة صلوات الله عليها والأئمة من ولدهما (عليهم السلام) على النسق والترتيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ذكر أسمائه (صلى الله عليه وآله وسلم)
أشهرها محمد وقد نطق به القرآن المجيد، واشتقاقه من الحمد، يقال حمدته أحمده إذا أثبت عليه بجليل خصاله، وأحمدته إذا صادفته محمودا، وبناء اسمه يعطي المبالغة في بلوغه غاية المحمدة.
ومن أسمائه أحمد وقد نطق به القرآن أيضا، واشتقاقه من الحمد كأحمر من الحمرة، ويجوز أن يكون لغتا في الحمد.
قال ابن عباس رضي الله عنه: اسمه في التوراة أحمد الضحوك القتال، يركب البعير
Página 31