ولظى، سميت بذلك، لشدة التهابها. وسقر، لأنها تذب الأجساد، وتعصرها، وتلوحها وتلوح الأرواح، (وما أدريك ما سقره لا ثبقى ولا نذر) . لا تبقى لحما ولا عظاما إلا أكلته. ثم يعاد خلقا جديدا، لواحة للبشر) [المدثر: 29]. مغبرة مسودة. وسميت الحطمة لحطمها من فيها، وتدق الشىء بالشىء، وتبلعه، ولأنها تحطم الكافرين، وتدقهم، وتسرطهم.
وسميت الجحيم لعظم جمرها، وهو جمر أسود ليس له نور، ولشدة أدوارها وتوقدها وسميت السعير، لاستعارها وتوقدها، وشدة تلهبها وتأججها، وقوله تعالى: (كلما خبت زدنهم سعيرا)، أي تأججا، (وكفى بجهنم سعيرا [النساء: 55]. أي تأججا.
وسميت الهاوية، لأن من فيها يهوي بها، فلا يبلغ قعرها، وهم فيها أبدا معذبون، لا يستقرون ولا يجدون قرارا.
وفيل: إن النار ظاهرها من نحاس، وباطنها من رصاص، وأرضها عذاب، وسقفها سخط الله، حرها شديد، وفعرها بعيد، وشراب أهلها الصديد، وعذابها باق لا يبيد، (88) فالنار من فوقهم، والنار من تحتهم، والنار من خلفهم، والنار قالوا: بلى، قالوا: فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال.
Página 259