158

Descubrimiento de la Aflicción

كشف الغمة

Géneros

؟ فقالوا: نسجد لله الذى خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا، ونحر نعبد الأوثان، فبعث الله فينا نبيا صادقا، وأمرنا بالتحية التى رضيها الله لنا، وهى السلام عليكم، تحية أهل الجنة.

فعرف النجاشى ذلك حق، وأنه كذلك في التوراة والإنجيل، فقال: أيكم الهاتف يستأذن عليك حزب الله؟ قال جعفر: أنا، قال: إن هذين يزعمان أنكم فارقتم دينهما، ولم تتبعوا دين اليهود، ولا ديني، فأنتم على أي دين? فقال جعفر: إنك ملك، ومن أهل الكتاب، ولا يصلح عندك كثرة الكلام، ولا الظلم، وأنا أجيب عن أصحابى، وهذان الرجلان، فليتكلم أحدهما، وينصت الآخر، فقال عمرو لجعفر: تكلم، قال جعفر للنجاشى: سل هذين الرجلين، أعبيد نحن أم أحرار، فإن كنا عبيدا قد أبقنا، فارددنا إليهم، فسألهما النجاشى: أعبيد هؤلاء أم أحرار؟ قال عمرو: بل هم (63) أحرار كرام. قال النجاشي: نجوا من العبودية. فقال جعفر: سلهما، هل أخذنا أموال الناس بغير حق، فعلينا قضاؤها؟ فقال النجاشى: يا عمرو، وإن كان قنطارا، فعلى قضاؤه، فقال عمرو: ولا قيراطا. قال النجاشى: فما تطلبان منهم؟ قال عمرو: كنا وهم على دين واحد، دين آبائنا، فتركوه، واتبعوا غيره. فقال النجاشى: ما هذا الدين الذي اتبعتموه؟ وما الدين الذي تركتموه؟ أصدقنى يا جعهر.

قال جعفر: أما الدين الذى كنا عليه، فتركناه، فهو دين الشيطان، كنا نترك عبادة الله ونعبد الحجارة، وأما الذى تحولنا إليه، فدين الله الإسلام، بعث الله الينا رسولا نعرف نسبه، وصدقه، وعفافه، فدعانا لنعبد الله وحده، ولا نشرك به شيئا، ونخلع كل معبود دونه، وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، وآمرنا

Página 220