إلا على عطره، ولا باح إلا بسره، ولا فاح إلا بنشره، باح بسره إعلاما، ونشر بنشره أعلاما، فلذلك سمى نماما، فليس من نم على نفسه كمن نم على غيره، ولا من جاد بخيره كمن عاد بضيره، فقد جرت الأحكام، وجفت الأقلام، أن النمام مذموم بين الأنام والسلام، وفي ذلك أقول:
سَائِلى عَن خَفِىّ سِرّ غَرَامى ... وَيْكَ اقصر وَخَلِّنى وَهَيامى
أَنا مُسْتودِعٌ لِسِرّ حَبِيبِى ... كَيْفَ أُبْدِى وَلَسْتُ بالنَّمَّامِ
إشارة الأقحوان
فنادى على نفسه الأقحوان، وهو بما كسى من النضارة فرحان، وقال: قد آن ظهورى، وحان سرورى، واعتدل فصل وجودى، وطاب في الحضرة شهودى، وكيف لا يطيب وقتى، وهذه الأنهار تجرى من تحتى، وكيف لا أؤدى بالشكر زكاه حولي، وقد تم لي نصابي من حولى، وما ذاك من قوتى ولا حولى، فبياضى هو العلم المعلم، واصفرارى هو السقم المبرم، واختلاف ألوانى هو المتشابه المحكم، فإن كنت للرموز تفهم،
1 / 67