وبنى بيت الريبة قصرا وسماه دار التحية، فعند ذلك أحل ما حرم الله وكان يجمع أصحابه في ذلك القصر ونسائهم ويرتكبون الفواحش، وأقام يحارب من حوله من القبائل ويبعث إليهم بالعساكر، فأبادهم وأخذ أموالهم وقتل رجالهم حتى دخلوا في طاعته كارهين ذلك، واستولى على جميع مخاليف المغرب قهرا واستعمل عليهم رجلا من أهل مذهبه يقال له: أبو الملاحف، فأقام بناحية جبل تيس واليا للمنصور، وخرج بنفسه وعساكره إلى بلاد شاور فاستفتحها وحاصر صاحبها أبا إسماعيل الشاوري سبعة أشهر حتى استنزله من حصنه ورجع إلى مسور. ثم خرج إلى ناحية شبام حمير فأقام يحاربهم مدة طويلة وخرجت عساكره إلى ناحية المصانع من بلدة حمير فأقام هناك في مراكز لحمير فتحموا عليه وقتلوا جماعة من عسكره فانهزموا إلى مسور، فغفل عنهم أياما يسيرة وعامل رجلا يقال له: الحسين بن جراح وكان في الضلع ضلع شبام واليا على أن يعضده على شبام ويكون أمرها إليه فعاقده على ذلك وخرج بنفسه وعساكره وقام معه الحسين بن جراح ففتح شبام الأهجر، فأخرج منها بني حوال وحمل إلى مسور جميع ما غنمه من مسالك بني حوال وأموالهم. وأقام هنالك شهرا، وندم ابن الجراح على ما كان منه في معاملته وخاف على نفسه وحالف رجلا يقال له: ابن كبالة من قواد بني حوال كان واليا على
1 / 49