62

كشف الريبة عن أحكام الغيبة

كشف الريبة عن أحكام الغيبة

Géneros

Fiqh chií

يساهمه في الخصلة التي يفاخر بها ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين أما الآخرة فلا ضيق فيها وإنما مثلها مثل العلم فإن من عرف الله تعالى وملائكته وأنبياءه وملكوت أرضه وسمائه لم يحسد غيره إذا عرف ذلك أيضا لأن المعرفة لا تضيق على العارفين بل المعروف الواحد يعرفه ألف ألف عالم ويفرح بمعرفته ويلتذ به ولا ينقص لذة واحدة بسب غيره بل يحصل بكثرة العارفين زيادة الأنس وثمرة الإفادة والاستفادة فلذلك لا يكون بين علماء الدين محاسدة لأن مقصدهم بحر واسع لا ضيق فيه وغرضهم المنزلة عند الله ولا ضيق أيضا فيه بل يزيد الأنس بكثرتهم نعم إذا قصد العلماء بالعلم المال والجاه تحاسدوا لأن المال أعيان وأجسام إذا وقعت في يد واحد خلت عنه يد الآخر وكذلك الجاه إذ معناه ملك القلوب ومهما امتلأ قلب شخص بتعظيم عالم انصرف عن تعظيم الآخر أو نقص منه لا محالة فيكون ذلك سببا للمحاسدة وأما العلم فلا نهاية له ولا يتصور استيعابه فمن بذل جهده في تحصيله وأشغل نفسه

Página 63