La Gran Catástrofe de Palestina
كارثة فلسطين العظمى
Géneros
هذا بعض ما ينادي به بن غوريون، منوها بأهمية عنصر الشباب في الاستقلال، صارفا النظر عن أي عنصر آخر؛ فهو لا يكترث لأهمية عقول الشيوخ ولا لأهمية ثروة الأغنياء ولا لأهمية تأييد هذه الدولة أو تلك من الدول العظمى، على رغم ما لهذه العناصر من شأن عظيم في خلق إسرائيل، لكن الأمر العظيم الذي شغل باله وأولاه كل عنايته من التربية والتهذيب والتوجيه هو عنصر الشباب، عنصر القوة والاندفاع نحو العظمة والسؤدد والفخار. ولقد تحققت أكثر نبوءته في أهمية ذلك العنصر الذي أولاه ثقته ووضع فيه آماله وخالص أمانيه.
وإني الآن إذ أسمع رئيس حكومة إسرائيل ينادي بما نادى به، لأتوجه أنا أيضا إلى هذا العنصر الفعال في أمتنا، عنصر الشباب العربي المملوء بالحياة الجامحة، المترعة بالكرامة، وحب البذل والتضحية، قائلا: إنه على عاتق الشباب يقع أمر خلاص بلاد فلسطين المقدسة وحماية بقية بلاد العرب، وإنه مهما عتمت الظروف واسودت الأيام وأظلمت الليالي، وأحدق بنا الأعداء، فلن يكتب لهذه البلاد خلاص، ولن تعاودها أيامها المشرقة ولياليها المقمرة، إلا إذا تعهد الشباب العربي هذه الغاية السامية، فعلى سواعدهم الصلدة وقلوبهم القوية وصدورهم العامرة وعقولهم المفكرة؛ يتوقف إنقاذ الوطن وخلاص الأجيال القادمة من الرق والعبودية. (12) هل هذا الرأي صحيح؟
ويقول في التقرير: «إن وكلاء النازي يعملون بنشاط في مصر والعراق وفلسطين وسوريا وغيرها من البلاد العربية، ولكن العرب يعملون أيضا بوحي أنفسهم، ومع أنني لا أعتقد بأن الجماهير في العراق ومصر تهتم بما يجري في فلسطين، ولكن صلات الدين والثقافة واللغة تلعب دورا في الحركة، وكل شخصية من شخصيات العرب تريد أن تبني لنفسها مركزا، فمن مصلحتها أن تظهر مدافعة وحامية لعرب فلسطين.»
فهل هذا الرأي صحيح يا ترى؟ وهل الشعب العربي غير مهتم بما جرى في فلسطين؟ وهل الزعماء يظهرون مدافعين وحامين لعرب فلسطين عن غير عقيدة كما قال؟ هذا ما سيظهره الزمن! فإما أن يكون العرب كما قال فنخسر قضيتنا ... وإما أن نكون مؤمنين بهذه القضية فنخيب ظنه فينا!
وإليكم آخر خبر جاء في الجرائد بتاريخ 6 / 1 / 1950:
القدس في 5 كانون الثاني 1950، و ص ف
أعلن بن غوريون أثناء مناقشة الشئون الخارجية في البرلمان اليهودي أن القدس أصبحت منذ تاريخ يوم أمس عاصمة إسرائيل القانونية والواقعية. (13) الصهيونية ترتكز على إرادة اليهود
ويقول في التقرير: «إن الصهيونية لم ترتكز على قوتنا في فلسطين، بل على إرادة اليهود في العالم، ولو كانت هذه الإرادة أقوى وأكثر نشاطا وتمركزا في السنين الماضية لكانت حالتنا مختلفة تمام الاختلاف عن حالتنا الآن.»
إني لا أرى لزوما للفلسفة في هذا الموضوع، فهو موضوع ظاهر جلي يظهر لنا أن اليهود جميعهم متفقون على تأسيس هذه الدولة، فهل يحس العرب بهذا أولا، ثم العالمان المسيحي والإسلامي ثانيا؟
إني أرجو من علمائنا الاجتماعيين أن يدققوا بهذا التقرير ويمعنوا فيه النظر، فهذا تقرير عالم اجتماعي خبير، وهو مرتكز على العلم الحقيقي والإحصاءات الثابتة الدقيقة، وأرجو أن تكون كتابات علمائنا عن الحركة الصهيونية صريحة مرتكزة على أساس متين من العلم والخبرة؛ لفتح عيون العرب وإرشادهم سواء السبيل. (14) واجب العرب
Página desconocida