Odio, amistad, noviazgo, amor, matrimonio

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
75

Odio, amistad, noviazgo, amor, matrimonio

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Géneros

لزمني للوصول إلى هنا وقت أطول مما توقعت، وكنت أشعر بالحر الشديد. لم أظن أن ألفريدا، وقد دعتني لتناول الغداء، سوف تقدم لي وجبة مثل وجبات عشاء يوم الأحد في منزلنا، لكني شممت روائح لحم مطبوخ وخضراوات بينما أصعد الدرج الخارجي. «ظننت أنك ضللت الطريق.» هكذا صاحت ألفريدا من فوق رأسي. «كنت على وشك الاتصال بفريق إنقاذ.»

بدلا من الفستان الصيفي العاري الكتفين، كانت ترتدي بلوزة زهرية بعقدة كالفراشة على الرقبة، وقد دستها بداخل تنورة بنية اللون ذات ثنيات. لم يعد شعرها مرفوعا في لفافات ناعمة، بل صار مقصوصا قصيرا ومجعدا حول وجهها، ولونه البني الداكن فيه لمسة حادة من اللون الأحمر، ووجهها الذي كنت أتذكره نحيفا ومدبوغا بسمرة الشمس، صار أكثر امتلاء ومنتفخا مثل الجراب. كانت مساحيق زينتها تظهر بارزة على بشرتها مثل طلاء وردي-برتقالي في ضوء الظهيرة.

غير أن الاختلاف الأكبر الذي طرأ عليها كان أنها ركبت طقم أسنان، ذا لون موحد، يملأ فمها أكثر من اللازم قليلا، ويضفي روحا قلقة على التعبير القديم لوجهها؛ تعبير الحماس الطائش.

قالت: «حسنا، وزنك لم يزد، لقد كنت في غاية النحافة.»

كان هذا صحيحا، ولكن لم يرق لي سماعه. شأني شأن كل الفتيات في مبيت الطالبات، كنت أتناول طعاما رخيصا؛ وجبات كثيرة من مكرونة وأجبان محفوظة من نوع «كرافت دينرز»، وعبوات من البسكويت الممتلئ بالمربى. كان خطيبي يهتم بكل ما في صالحي إلى حد الهوس، وقد قال لي إنه يحب النساء الريانات الجسد، وإنني كنت أذكره بالممثلة جين راسل. لم أجد بأسا في قوله ذلك لي، ولكني غالبا ما شعرت بشيء من المهانة إن قال الناس أي شيء بشأن مظهري، وخصوصا إن كان صاحب التعليق شخصا مثل ألفريدا؛ شخصا لم تعد له أي أهمية في حياتي. آمنت بأن هؤلاء الأشخاص ليس لهم أي حق في التطلع إلي، أو تشكيل الآراء حولي، فضلا عن إبدائها صراحة.

كان هذا المنزل ضيقا من الأمام، ولكنه طويل من الأمام إلى الوراء. كانت فيه غرفة معيشة ينحني سقفها من الجانبين وتشرف نوافذها على الشارع، وغرفة سفرة أقرب إلى ردهة من دون أي نوافذ على الإطلاق لأنها محاطة بغرف النوم ذات النوافذ المائلة، ومطبخ، وحمام من دون نوافذ كذلك يدخل نور النهار من خلال لوح زجاجي في بابه، وفيما وراء خلفية المنزل توجد شرفة معرضة للشمس ومغلقة بالزجاج.

كانت الأسقف المائلة تجعل الغرف تبدو وكأنها مؤقتة، كما لو أنها تتظاهر فقط بكونها أي شيء آخر عدا غرف نوم. لكنها كانت مكتظة بقطع أثاث مهيبة - مائدة غرفة الطعام ومقاعدها، منضدة المطبخ والمقاعد، أريكة غرفة المعيشة ومقعد مريح لتمديد القدمين - كلها قطع معدة لغرف أوسع وملائمة. محارم الطعام على الموائد، مربعات من قماش أبيض مزركش تحمي ظهور وأذرع الأريكة والمقاعد، والستائر الشفافة المسدلة على النوافذ ومن الجانبين ذات الطيات المنقوشة بالزهور؛ كل ذلك بدا أقرب إلى بيتي عمتي أكثر مما اعتقدته ممكنا. وعلى جدار غرفة الطعام - ليس في الحمام مثلا أو في غرفة النوم ولكن في غرفة الطعام - علقت لوحة لفتاة تظهر مظللة تماما، وترتدي تنورة واسعة من تنورات الزمن القديم، وكلها مكونة من شرائط الساتان الوردية.

كانت قطعة طويلة من المشمع الخشن ممدودة على أرضية غرفة الطعام، على الطرقة التي تصل من المطبخ إلى غرفة المعيشة.

بدت ألفريدا وكأنها تخمن شيئا مما كنت أفكر فيه.

فقالت: «أعرف أن المكان هنا يكتظ بالأشياء، ولكنها أشياء والدي. إنها قطع أثاث العائلة، ولا يمكنني التخلي عنها.»

Página desconocida