Odio, amistad, noviazgo, amor, matrimonio
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Géneros
لم يجد السيد ماكولي أي مشقة في اكتشاف أن التذكرة التي اشترتها جوهانا كانت إلى جدينيا، في ساسكاتشوان. اتصل بالمحطة وسألهم. لم يستطع أن يصف لهم جوهانا - أتبدو عجوزا أم شابة، نحيفة أم بدينة إلى حد ما، ماذا كان لون معطفها؟ - غير أن ذلك كله لم يكن له ضرورة بمجرد أن ذكر أمر الأثاث.
عندما ورد هذا الاتصال كان ثمة بضعة أشخاص في المحطة ينتظرون قطار المساء. حاول ناظر المحطة أن يحتفظ بصوته خفيضا في البداية، لكنه سرعان ما أصبح منفعلا حين سمع بأمر الأثاث المسروق (كان ما قاله السيد ماكولي فعليا: «وأعتقد أنها أخذت معها بعض الأثاث.») أقسم الناظر أنه لو كان يعلم من كانت وما الذي كانت تنوي فعله لما سمح لها قط بأن تضع قدما على متن القطار. هذا القسم المؤكد تناهى إلى الأسماع وكررته الألسن وصدقه الناس، دون أن يتساءل أي شخص كيف كان عساه أن يوقف امرأة ناضجة دفعت ثمن تذكرتها، ما لم يكن لديه دليل ما في التو والحال على أنها كانت لصة. غير أن أغلب من رددوا كلماته آمنوا أنه كان بوسعه إيقافها وأنه كان يحق له ذلك؛ كانوا يؤمنون بسلطة نظار محطات السكك الحديدية وسلطة الرجال المسنين ممن يمشون منتصبي القامة مرتدين بدلات ذات ثلاث قطع أمثال السيد ماكولي.
كانت طبخة الخضار باللحم ممتازة، كما كان عهده بطبخ جوهانا على الدوام، غير أن السيد ماكولي وجد نفسه عاجزا عن ابتلاعها. تجاهل تعليماتها بخصوص الغطاء فترك القدر مكشوفا على الموقد ولم يكلف نفسه حتى مشقة أن يطفئ الموقد حتى تبدد جميع الماء الموجود في قعر قدر البخار ولم ينتبه إلا على رائحة المعدن الذي احترق حتى انبعث منه الدخان.
كانت هذه هي رائحة الغدر.
نصح نفسه بأن يشعر بالامتنان؛ فعلى الأقل هناك من يرعى سابيتا ولم يعد مضطرا لأن يقلق حيال ذلك. كانت قريبته تلك - ابنة عم زوجته في الحقيقة؛ روكسان - قد كتبت إليه لتخبره بأنها مما رأته من سابيتا خلال زيارتها الصيفية لبحيرة سيمكوي، تعلم أن الفتاة سوف تحتاج إلى معاملة خاصة. «بصراحة لا أظنك أنت وتلك المرأة التي وظفتها لديك ستكونان مستعدين لذلك عندما تبدأ قطعان الصبية في التجمع حولها.»
لم يبلغ بها الحد أن تسأله إن كان يريد أن يجد مارسيل أخرى بين يديه، بيد أن ذلك هو ما كانت تقصد قوله. قالت إنها سوف ترسل سابيتا إلى مدرسة جيدة؛ حيث يمكنها أن تتعلم آداب السلوك على الأقل.
أدار جهاز التليفزيون كوسيلة للتلهي، ولكن بلا جدوى.
كانت مسألة الأثاث هي ما أثار سخطه. كان الأثاث ملكا لكين بودرو.
والحقيقة أنه قبل ثلاثة أيام فقط - في ذلك اليوم ذاته الذي اشترت فيه جوهانا تذكرتها، كما أبلغه بذلك ناظر المحطة - تلقى السيد ماكولي رسالة من كين بودرو يطلب منه (أ ) بعض النقود على سبيل مقدم بضمان الأثاث الذي يخصه (كين بودرو) هو وزوجته الراحلة، مارسيل، والذي كان مخزنا في حظيرة السيد ماكولي، أو (ب) إن لم يجد وسيلة لفعل ذلك، أن يبيع الأثاث بأكبر سعر يمكنه التوصل إليه ثم يرسل المال بأسرع وقت ممكن إلى ساسكاتشوان. ذلك دون أن يذكر أي شيء عن القروض السابقة التي أقرضها الحمو لصهره، وكلها بضمان قيمة هذا الأثاث وتزيد قيمتها عن أفضل سعر يمكن أن يباع به. أيمكن أن يكون كين بودرو قد نسي كل ذلك؟ أم أنه ببساطة يأمل - وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا - أن يكون حموه هو الذي نسي؟
كان الآن، على ما يظهر، مالكا لفندق. لكن الخطاب كان ممتلئا بالانتقادات اللاذعة ضد المالك السابق له، الذي خدعه فيما يخص تفاصيل شتى.
Página desconocida