كنز الفوائد
كنز الفوائد
وجحده قال الافوه الاودي وكان جاهليا لا يصلح الناس فوضى لا مراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا وإذا كان الله تعالى إنما خلق خلقه لنفعهم واحياهم لصلاحهم ومراشدهم فانه في عدله وحكمته ورافته ورحمته لم يخلهم في كل زمان من رئيس يكون لهم وامام في الدين والدنيا عليهم ووجه آخر ولو رفعنا الدليل العقلي الذي اوردناه مع تسليم ما ذكرناه وقدمناه لم يدفع ذلك وجوب الحاجة الى الامام ولا جاز معه ان تعدمه الانام لأن الامة مجمعة على ان في الشريعة احكاما تفتقر الى من ينفذها وحدودا على الجناة تحتاج الى من يتولاها وهي مقرة بان الله تعالى ما جعل ذلك لها وانه لا يسع ولا يجوز اهمالها وتركها فوجب ان يكون للناس امام في كل زمان ينفذ الاحكام ويقيم حدود شريعة الاسلام حافظا للبيضة من الكفار دافعا عن المسلمين اسباب الاذى والمضار يسير فيهم بالهدى والصواب لا يتعدى ما يوجبه العقل والكتاب والحمد لله قد اوردت لك ايها الاخ الفاضل ادام الله توفيقك ما حضرني من وجوه الاجوبة عن هذا السؤال وفي بعضه كفاية وبيان لمن اراد الاستدلال والحمد الله وصلواته على سيدنا محمد رسوله وآله وسلامه وحسبي الله ونعم الوكيل (فصل من الحديث) حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان القمي قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي قال حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله من مات وليس له امام من ولدي مات ميتة الجاهلية يؤخذ بما عمل في الجاهلية والاسلام وقال حدثني أبو المرجا محمد بن علي بن طالب البلدي قال حدثنا أبو القاسم عبد الواحد بن الله بن يونس الموصلي (عن أبي علي محمد بن همام بن سهل عن عبد الله بن جعفر الحميري عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن أبي عمير عن) ابي علي الخراساني عن عبد الكريم بن عبد الله عن مسلمة بن عطا عن أبي عبد الله الامام الصادق عليه السلام قال خرج الحسين بن علي صلوات الله عليهما ذات يوم على اصحابه فقال بعد الحمد لله جل وعز والصلاة على محمد رسوله صلى الله عليه واله يا ايها الناس ان الله والله ما خلق العباد إلا ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه فقال له رجل بابي انت وامي يا ابن رسول الله ما معرفة الله قال معرفة أهل كل زمان امامهم الذي يجب عليهم طاعته اعلم انه لما كانت معرفة الله وطاعته لا ينفعان من لا يعرف الامام (ومعرفة الامام وطاعته لا ينفعان إلا بعد معرفة الله صح ان يقال ان معرفه هي معرفة الامام وطاعته ولما كانت ايضا المعارف الدينية العقلية والسمعية تحصل من جهه الامام وكان الامام آمرا بذلك وداعيا إليه صح القول ان معرفة الامام وطاعته هي معرفة الله سبحانه
--- [ 152 ]
Página 151