120

ونظير ذلك كثير في القرآن فكيف يصح هذا الاسلام من الرسول ولم يكن قط كافرا وهل بعد هذا البيان شك يعترض عاقلا ثم يقال لهم إذا كان لا يسلم إلا من كان كافرا فما تقولون في اسلام إبراهيم الخليل عليه السلام ولم يكن قط كافرا ولا عبد وثنا حيث قال له ربه * (اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون) * البقرة فقد تبين لكم ايها الاخوان ثبتكم الله على الايمان ما تضمنه هذا الفصل من البيان عن صحة اسلام أمير المؤمنين عليه السلام وانا اتكلم بعد هذا على النصاب الذين قالوا انه عليه السلام قد اسلم ولكن ايكن السابق الاول وزعمهم ان المتقدم على جميع الناس أبو بكر (فصل من البيان عن ان امير المؤمنين عليه السلام اول بشر سبق الى الاسلام بعد خديجه عليها السلام) اعلموا ان أهل النصب والخلاف قد حملتهم العصبية والعناد على ان ادعوا تقدم اسلام أبي بكر على سائر الناس وإذا هم عرجوا عن طريق المكابرة واطلعوا في السير الظاهرة والاخبار المتواترة والاثار المتظافرة والاشعار السائرة واقوال امير المؤمنين عليه السلام الظاهرة وجدوا جميع ذلك ناطقا بخلاف ما يزعمون شاهدا بكذبهم فيما يدعون قاضيا بان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام اول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه واله وسبق الى الاسلام وانه لم يتقدمه بشر من الامة باسرها غير خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقد روي ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث يوم الاثنين وفيه اسلمت خديجة وان أمير المؤمنين عليه السلام اسلم يوم الثلاثاء وروي اصحاب الحديث عن مجاهد عن ابن عباس قال كان علي عليه السلام يالف النبي صلى الله عليه واله فاتاه فوجده وخديجة يصليان قال ابن عباس وعلي يومئذ ابن عشر حجج فقال لرسول الله صلى الله عليه واله ما هذا قال يا علي هذا دين الله الذي ارتضاه لنفسه وبعث به رسله ادعو الى الله وحده لا شريك له فقال علي عليه السلام هذا شئ لم اسمع به قال صدقت يا علي فمكث علي تلك الليلة مفكرا فلما اصبح اتى النبي صلى الله عليه واله فقال له لم ازل البارحة مفكرا فيما قلت لي فعرفت الحق والصدق في قولك وانا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله واخبرني شيخنا المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه اجازه قال اخبرني أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي قال اخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي البلخ قال حدثني أبو الحسن أحمد بن القاسم البرقي قال حدثني اسد بن عبيدة عن يحيى بن عفيف عن أبيه قال كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بمكة قبل ان يظهر أمر النبي صلى الله عليه واله فجاء شاب فنظر الى السماء حين تحلقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي ثم جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امراة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمراة ثم رفع الشاب فرفعا ثم سجد الشاب فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم فقال العباس أمر عظيم اتدرى من هذا الشاب هذا محمد بن عبد الله بن عبد

--- [ 121 ]

Página 120