La Perfección de la Fe y la Completitud de la Gracia - Parte 1
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Géneros
تعطها قال أسألك أن لا تمطر السماء على أهل هذه القرية وما حولها وما حوت عليه حتى أسألك ذلك قال الله عز وجل يا إدريس إذا تخرب القرية ويشتد جهد أهلها ويجوعون قال إدريس وإن خربت وجهدوا وجاعوا قال الله عز وجل فإني قد أعطيتك ما سألت ولن أمطر السماء عليهم حتى تسألني ذلك وأنا أحق من وفى بوعده فأخبر إدريس أصحابه بما سأل الله من حبس المطر عنهم وبما أوحى الله إليه ووعده أن لا يمطر السماء عليهم حتى يسأله ذلك فاخرجوا أيها المؤمنون من هذه القرية إلى غيرها من القرى فخرجوا منها وعدتهم يومئذ عشرون رجلا فتفرقوا في القرى وشاع خبر إدريس في القرى بما سأل ربه تعالى وتنحى إدريس إلى كهف في جبل شاهق فلجأ إليه ووكل الله عز وجل به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء وكان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه عند كل مساء وسلب الله عز وجل عند ذلك ملك الجبار وقتله وأخرب مدينته وأطعم الكلاب لحم امرأته غضبا للمؤمن فظهر في المدينة جبار آخر عاص فمكثوا بذلك بعد خروج إدريس من القرية عشرين سنة لم تمطر السماء عليهم قطرة من مائها عليهم فجهد القوم واشتدت حالهم وصاروا يمتارون الأطعمة من القرى من بعد فلما جهدوا مشى بعضهم إلى بعض فقالوا إن الذي نزل بنا مما ترون بسؤال إدريس ربه أن لا يمطر السماء علينا حتى يسأله هو وقد خفي إدريس عنا ولا علم لنا بموضعه والله أرحم بنا منه فأجمع أمرهم على أن يتوبوا إلى الله ويدعوه ويفزعوا إليه ويسألوه أن يمطر السماء عليهم وعلى ما حوت قريتهم فقاموا على الرماد ولبسوا المسوح وحثوا على رءوسهم التراب وعجوا إلى الله تعالى بالتوبة والاستغفار والبكاء والتضرع إليه فأوحى الله عز وحل إلى إدريس يا إدريس إن أهل قريتك قد عجوا إلي بالتوبة والاستغفار والبكاء والتضرع وأنا الله الرحمن الرحيم أقبل التوبة وأعفو
Página 130