Palabra sobre Riyad Basha
كلمة على رياض باشا: وصفحة من تاريخ مصر الحديث تتضمن خلاصة حياته
Géneros
رجل كرياض، والرجال قليل، في بلد كمصر، عهده بالحرية قريب.
رجل كرياض، يفاخر به النيل، ويحق له الفخر، في هذا العصر الجديد.
رجل كرياض، نبغ في عهد إسماعيل، وامتاز في ذلك الدور، بالشكيمة والأثر الحميد.
رجل كرياض، خدم هذا الجيل، إلى أن دخل القبر، وهو قدوة الشبان والشيب.
رجل مثل رياض، وأرجو أن يكون رياض مثالا لكل رجل.
لا يكفينا أن نرى قومه وأهله، يقيمون له حفلة تتلوها الأخرى وتعززها الثالثة، بل ينبغي لهذه الأمة الناهضة أن يتضافر أفرادها على تخليد ذكراه، ليكون من موته له ولها حياة! •••
ترعرعنا وقد استرعى أسماعنا، ثلاثة من أسمى الأسماء، مختلفة في العنصر ولعلها قد كانت متفقة في المرمى. ثم نشأنا فشاهدنا منها مثلثا متساوي الأضلاع: رءوسه نوبار وشريف ورياض. هذا ترتيبهم بحسب الأقدمية، ولكنني أعتقد أن هؤلاء الساسة الثلاثة سواسية في الأهمية، نعم فلقد استداروا بمثلثهم حتى جعلوه كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، وإن كان أولهم متمصرا، والثاني نصف مصري، وأما الأخير الذي تبكيه اليوم هذه الأمة فكان مصريا بكل معنى الكلمة، من حيث المنبت والمشرب، من حيث النزعة والغاية، من حيث الأماني والأحلام.
كان أحدهم إذا ورد ذكره على اللسان أو طرقت سيرته الآذان انساق الفهم إلى ذكر صاحبيه بطريق التلازم في الأذهان.
وما زال الثلاثة يتعاقبون بلا مزاحم على دست الوزارة، منذ تأسيسها على النظام الجديد، ست عشرة سنة ونصف سنة على التقريب أي منذ سنة 1878 إلى 1895 ميلادية/ 1295 إلى 1313 هجرية. ولم تنقطع هذه السلسلة التي تكاد تكون متواصلة إلا بفترتين مزدوجتين، كانت الفوضى فيهما قاب قوسين.
فأما الفترة الأولى فكانت في سنة 1296 / 1879 حيث تقلد المغفور له محمد توفيق باشا - وهو ولي العهد أولا وهو خديو مصر ثانيا - رياسة الوزارة مرتين، لم يزد عمر الواحدة منهما عن شهر واحد من 10 مارس إلى 8 أبريل ثم من 18 أغسطس إلى 21 سبتمبر.
Página desconocida