Palabra sobre Riyad Basha
كلمة على رياض باشا: وصفحة من تاريخ مصر الحديث تتضمن خلاصة حياته
Géneros
صدر بسراي رأس التين في 8 ذي الحجة سنة 1310 / 22 يونيه سنة 1893.
عباس حلمي
أفلا يصح لنا بعد تلاوة هذا الأمر العالي أن نترحم على رياض وهذه أعماله، وهذه خطته، وهذا حبه للغة العربية التي تفانى في إعلاء كلمتها من أول وقوفه في ميدان السياسة والإدارة إلى آخر لحظة في حياته ؟
فنم يا رياض، نم مستريح البال قرير العين! فأمنيتك قد أخذت تتحقق قليلا قليلا، بفضل مولاك ومولانا العباس، وبفضل حكومته السعيدة الرشيدة. فعباس هو الذي عاونك على وضع الأساس، وهو الذي سيعاون خلفاءك في تشييد هذا البناء، لمجد مصر ولفخر الشرق. وإن غدا لناظره قريب.
يذكرني رياض برجل من رجالات الأندلس، في أواخر القرن الثاني للهجرة.
هذا الرجل كان آية في الجمال حتى سماه الناس وعرفه التاريخ باسم الغزال هذا إلى البراعة في العلم والحكمة، والهيام في وديان الحقيقة والخيال. خدم يحيى الغزال أمراء المسلمين في ذلك العهد أجل خدمة، سواء في ذلك الشئون الداخلية والمهام الخارجية. هذا الرجل، طالما حل المعضلات وأجاد في عقد المعاهدات وذهب سفيرا إلى ملوك النورمانديين في الشمال وإلى ملوك الروم بالقسطنطينية في الشرق. وكان مع إتقانه لغة العرب وولوعه بها وبراعته فيها، يجيد كثيرا من اللغات الأجنبية، وخدم خمسة من أمراء المسلمين إلى أن نيف على الثمانين. قال الغزال في بعض أراجيزه:
أدركت بالمصر ملوكا أربعه
وخامسا هذا الذي نحن معه
وهذا شأن رياض، فقد اشتهر بحسن الخلق والخلق، وامتاز بحب العلم وبمساعدة أهليه وطالبيه، وله القدح المعلى في خدمة مصر في الداخل وفي الخارج، وذهب إلى بلاد الشمال وإلى القسطنطينية بمهمات سياسية أفاد بها بلاده وأميره، وأتقن لسان العرب والأتراك والإفرنج، وخدم خمسة من ملوك مصر، وهم: عباس الأول، وسعيد، وإسماعيل، وتوفيق، وعباس الثاني مد الله في عمره. وقد مات رياض وكأن لسان حاله يقول:
خدمت مصرا وملوكا أربعه
Página desconocida