ما اختاره ورضيه من الثياب فال: أكرم الله تعالى الملك ومد في عمره أبدًا. لابد أن الإنسان إذا أكرم وجب عليه الشكر؛ وإن كان قد استوجبه تعبًا ومشقةً فقد كان فيهما رضا الملك. وأما أنا فما لقيته من عناءٍ وتعبٍ ومشقةٍ، لما أعلم أن لكم فيه الشرف يأهل هذا البيت! فإن لم أزل إلى هذا اليوم تابعًا رضاكم، أرى العسير فيه يسيرًا. والشاق هينًا، والنصب والأذى سرورًا ولذةً: لما أعلم أن لكم فيه رضًا وقربة عندكم. ولكني أسألك أيها الملك حاجة تسعفني بها، وتعطيني فيها سؤلي: فإن حاجتي يسيرةٌ، وفي قضائها فائدةٌ كثيرةٌ. قال أنوشروان: قل فكل حاجةٍ لك من قبلنا مقضيةٌ، ولم نرد طلبتك؛ فكيف ما سوى ذلك؟ فقل وتحتشم؛ فإن الأمور كلها مبذولة لك. قال بروزيه: أيها الملك لا تنظر إلى عنائي في رضاك وانكماشي في طاعتك؛ فإنما أنا عبدك يلزمني بذل
1 / 53