عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه؛ فذلك الران الذي قال الله تعالى فيه: ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ ١ ٢" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. قال الأعمش: أرانا مجاهد بيده قال: كانوا يرون أن القلب في مثل هذا الكف، فإذا أذنب العبد ذنبا ضم منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضم، وقال بأصبعه الأخرى هكذا، حتى ضم أصابعه كلها. ثم قال: يطبع عليه بطابع؛ وكانوا يرون أن ذلك هو الران. رواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عنه بنحوه، وعن مجاهد أيضا قال: "الران أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال".
وعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط بغلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح. فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نور. وأما القلب الأغلف فقلب كافر. وأما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص، عرف الحق ثم أنكر. وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق؛ ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب؛ ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم، فأي المادتين غلبت على الأخرى غلبت عليه".
_________
١ الترمذي: تفسير القرآن (٣٣٣٤)، وابن ماجه: الزهد (٤٢٤٤)، وأحمد (٢/٢٩٧) .
٢ سورة المطففين آية: ١٤.
1 / 20