الثانية: وقوله: ((يوم القيامة)) قيده بهذا الظرف؛ ليعم من اتصف بعد من جميع الأمة، ولأنه موطن الافتقار إلى الدنو منه لما في تلك المنزلة من الشرف العظيم، وسقطت هذه الجملة من بعض الروايات كما نبهنا عليه، والمطلق فيها محمول على المقيد؛ إذ يبعد أن يكون المراد منه القرب في الدنيا إلا على تأويل.
الثالثة: لم يؤكد ((أكثرهم)) باللام كما في قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} لاختلاف المقامين؛ إذ مقام الآية إثبات لمجحود، لما كان الخطاب في القصة مع أهل الكتاب، فحسن تكرار التأكيد فيه بالقسم، واكتفى في الحديث بالتأكيد ب ((إن))، لما كان الإثبات فيه لمعروف.
الرابعة: قوله في رواية أبي يعلى: ((ألا إن)) ألا حرف استفتاح، ومعناها أفاد التحقيق من جهة تركيبها من الهمزة ومن النفي؛ لأن همزة الاستفهام إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق، ولهذا لا تكاد تقع الجملة فيه إلا مقدرة بنحو ما يتلى به القسم نحو {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
Página 38