سقيمه، وخَطَئِهِ من صوابه، وخَرَّجوا رواتَهُ: أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ، وأبو الحسين مسلم بن الحجَّاج النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي، رحمة الله عليهم أجمعين؛ فأجمعوا على إخراج حديثه واحتجوا به. على أن مسلم بن الحجَّاج كان أسْوَأَهم رأْيًا فيه؛ فَأَخرَج عنه ما يقرنه في كتابه الصحيح وعَدَّله بعد ما جَرَحَهُ (١).
١٦ - وقال رجل لِأَيُّوبَ: أكان عكرمةُ يُتَّهمُ؟ فسكت هُنَيْهَةً فقال: أَمَّا أنا فلا أَتَّهِمُهُ. وقال أحمد بن عبد الله بن صالح: عكرمة مولى ابن عباس ثقة.
وقال أبو عبد الله محمَّد بن نصر المروزيُّ: قد أَجْمَعَ عامَّةُ أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، ويحيى بن معين؛ ولقد سألتُ إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه؟ فقال لي: عكرمةُ عندنا إمام الدنيا، وتَعَجَّبَ من سؤالي إيَّاه.
قال: وحدَّثنا غير واحد: أنهم شهدوا يحيى بن معين -وسأَلهُ بعض التابعين (٢) عن الاحتجاج بحديث عكرمة- فَأَظْهَرَ التعجب (٣)!
[الرواة عنه]:
١٧ - وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار: روى
_________
(١) نقل العبارة بالمعنى عنه الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (١٩٦ - ١٩٧).
(٢) في "مقدمة الفتح": الناس.
(٣) "مقدمة الفتح"، (١٩٦).
1 / 21