Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
49

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

Géneros

ولم يقتصر وقف الأربطة على مكة المكرمة بل عم جل المدن الإسلامية، وساهم في وقفها شرائح عديدة من المجتمع، يأتي على رأسها حاشية الخلفاء وزوجاتهم؛ فعلى سبيل المثال: وقفت عائشة بنت الخليفة المستنجد بالله بن المقتفي (٦٤٠ هـ /١٢٤٣ م) رباطًا في بغداد (^١)، وغيرها من الأربطة التي تم تحبيسها في القدس، والمدينة المنورة، ودمشق، وغيرها من المدن. ومن الأوقاف ذات الصبغة الثقافية التي وقفها أعيان ووجهاء العصر العباسي "دار العلم" في الموصل، وهي أول دار علم عُرفت بهذا الاسم في الموصل، وقفها أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي الشحام (٢٤٠ - ٣٢٣ هـ / ٨٥٤ - ٩٣٤ م)، وكانت تحتوي على جميع صنوف المعرفة، وكانت وقفًا على كل طالب علم، وكانت تقدم المال والورق للطلبة الفقراء، وكان فيها مكان خاص للمحاضرات، وكانت تفتح أبوابها يوميًّا، فكانت مكتبة عامة بكل ما تعنيه الكلمة (^٢). ووقف "سابور" وزير بهاء الدولة دار العلم المسماة باسمه في بغداد على أرجح الأقوال عام ٣٨١ هـ/ ٩٩١ م، على أهله، ونقل إليها كتبًا نُسخت على يد أفضل الخطاطين وكبار العلماء، فبلغت على ما قيل عشرة آلاف وأربعمائة مجلد، منها مائة نسخة من المصاحف كتبها أشهر الخطاطين من أسرة بني مقلة المشهورة بجودة الخط، وكان يدير هذه الدار ثلاثة عشر رجلًا من المشرفين والإداريين، ينفق عليهم من ريع الوقف المخصَّص للدار؛ من عقارات في الكرخ وغيرها (^٣). ومن الظواهر الوقفية في العصر العباسي انتشار وقف المصاحف، فقد كتب على سبيل المثال "المفضل ابن محمد الضبي" مصاحف وقفها على المساجد، وعندما

(^١) انظر: أعلام النساء، عمر رضا كحالة، ٣/ ١٩٠. (^٢) انظر: دور الكتب العربية العامة وشبه العامة لبلاد العراق والشام ومصر في العصر الوسيط، يوسف العش، ١٢٨ - ١٢٩. (^٣) انظر: المرجع السابق، ١٣٣ - ١٣٤.

1 / 64