Esuerzos Teatrales de Qabbani en Egipto
جهود القباني المسرحية في مصر
Géneros
151
بتلحين بعض أجزائها، وإشرافه على نشرها والتقديم لها، كما هو مبين في نص المسرحية المنشور في هذا الكتاب.
ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن معظم الألحان المذكورة في المسرحية مطبقة على الأشعار والتواشيح المؤلفة من قبل القباني؛ مما يعني أن القباني كان لا يلحن القطع الشعرية المقتبسة من آخرين إلا نادرا، وهذا الأسلوب يبين لنا مدى إحساسه الموسيقي أمام كلمات القصائد والأغاني، ومدى تمكنه من صياغة الأشعار والكلمات المؤلفة بإحساسه الأدبي؛ لتنسجم مع الألحان النابعة من إحساسه الموسيقي، بعكس معاناته في انسجام ألحانه النابعة من وجدانه الموسيقي مع الكلمات النابعة من وجدان الآخرين. وهذه المعاناة تبرر لنا قيامه بكثير من التبديل والتعديل والحذف والإضافة في الأشعار المقتبسة من آخرين والتي تشكل معظم أغاني مسرحياته. وهذه الأمور في مجملها توضح لنا قدرة القباني في امتلاك أدوات منهجه المسرحي، وتوظيفها خدمة لرسالته المسرحية.
هجوم الزمان
انتهت عروض القباني في الإسكندرية، وبدأ يستعد فنيا لاقتحام العاصمة مرة أخرى، خصوصا أن رصيده الدرامي وصل إلى أربع عشرة مسرحية، تكفي لأن تظهر فرقته بمظهر مشرف، لا سيما وانه سيمثل على مسرح حديقة الأزبكية، ذلك المسرح العريق الذي يعتبر خطوة ضرورية لأية فرقة مسرحية تريد أن يكتب لها النجاح والشهرة.
وصل القباني إلى القاهرة بفرقته في ديسمبر 1885م، وبدأ في عرض مسرحياته التي لاقت نجاحا كبيرا.
152
هذا النجاح أثار غيرة الآخرين وحسدهم، فأرادوا النيل منها أملا في إيقاف نجاحها المتواصل. ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ وما الوسائل التي ستؤثر سلبا على القباني وفرقته؟ وما الأدوات التي ستستخدم لإيقاف هذا النجاح؟ هنا ظهرت جريدة «الزمان» مسخرة صفحاتها في إيجاد هذه الوسائل والأدوات التي من شأنها التأثير سلبا على القباني، مما يؤدي إلى وقف نجاحه - وربما نشاطه المسرحي - حيث قامت يوم 22 / 12 / 1885 بنشر مقالة هجومية ضد القباني وفرقته - من غير ذكر اسميهما - تحت عنوان «التشخيص العربي في تياترو الجنينة».
153
استهلت الجريدة هجومها بمقدمة مثيرة تجبر القارئ على قراءتها والاهتمام بكل كلمة فيها ، قائلة: «صمتنا عن هذا التشخيص مدة طويلة من الزمن، وغضينا الطرف ساكتين عن القذى إلى أن طفح الكيل وعم الويل، وأصبح الكلام فرضا واجبا، وشرح الحال خدمة وطنية.» وبهذا الاستهلال أصبح القارئ واقعا تحت تأثير أمر خطير يحدثه التمثيل المسرحي، لا بد من الوقوف أمامه دينيا (الفرض الواجب)، وسياسيا (الخدمة الوطنية). وهكذا نجح تأثير هذا الاستهلال - منذ البداية - لأن الجريدة استخدمت أهم سلاحين (الدين والسياسة) بوصفهما من الخطوط الحمراء الواجب عدم تجاوزهما.
Página desconocida