Esuerzos Teatrales de Qabbani en Egipto
جهود القباني المسرحية في مصر
Géneros
وأخيرا حددت الجريدة مكان التمثيل ب «قهوة الدانوب، المعروفة بقهوة سليمان بك رحمي». ربما يظن القارئ أن مكان التمثيل المعلن لا يليق بهذه الفرقة المنتظرة منذ عامين، ولكن هذا الظن يتلاشى أمام اسم صاحب المكان الذي يحمل رتبة «البكوية»؛ فمن غير اللائق اجتماعيا - في هذا الزمن - أن حامل البكوية يكون صاحب قهوة متواضعة، بل هو صاحب قهوة فسيحة راقية فاخرة، تتسع لجمهور المسرح، وتليق باستقبال فرقة القباني، ويفتخر بها صاحبها واضعا اسمه ورتبته بجوار اسمها في إعلانات الصحافة. ومن المحتمل أن هذه القهوة كانت على غرار كازينوهات شواطئ الإسكندرية الحالية، خصوصا وأن صاحبها سليمان بك رحمي كان ذا تاريخ ومكانة مرموقين في الإسكندرية، بدليل إطلاق اسمه على أحد شوارعها الرئيسية منذ عقود وحتى الآن.
أنس الجليس
عرض القباني مسرحية «أنس الجليس» لتكون أول عرض لفرقته في مصر، وكان عرضا ناجحا مباركا، تم تمثيله في غرة رمضان. ولا نملك دليلا على نجاح هذا العرض سوى ما نشرته جريدة الأهرام واصفة سرور الجماهير الغفيرة بسبب «ما شهدوا من براعة المشخصين، وتفننهم في أساليب التمثيل، وراقهم حسن الإلقاء وتوقيع الأصوات والحركات وبلاغة الموضوع.» قد حددت الجريدة أن المسرحية عرضت في خمسة فصول تلاها فصل مضحك، وهو الأمر الجديد الذي لم تشر إليه الجريدة من قبل.
26
لا نملك دليلا - كما قلنا - على نجاح عرض القباني الأول في مصر سوى عبارات جريدة الأهرام، التي يمكن أن تفسر بأنها مجاملة للفرقة، أو مبالغة في وصف مشاعر الجماهير المتعطشة للفنون المسرحية والغنائية منذ عامين. رغم ذلك يمكننا الاعتماد على نص المسرحية - المنشور في هذا الكتاب
27 - ربما نجد فيه ما يوافق أقوال الجريدة أو يخالفها، أو على أقل تقدير يعكس لنا - بصورة منطقية - أجواء هذا العرض الذي تم أمام جماهير الإسكندرية عام 1884م.
أول ما يطلع عليه قارئ المسرحية مقطوعة من ستة أبيات
28
أجمل فيها القباني رؤيته الفنية بصفة عامة - يرجح أنه - ألقاها قبل تمثيل المسرحية، وكأنه يشرح للجمهور رسالته المسرحية، ويطلعه على فحوى عروضه القادمة، كما أن هذه الأبيات - وغيرها كما سنرى - تعزز رأي جريدة الأهرام في وصفها القباني بالشاعر المفلق لشعره العجيب؛ حيث قال:
مراسح أحرزت تمثيل من سلفوا
Página desconocida