Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Géneros
نفست الخنساء كربتها بما قالته في رثاء أخيها صخر، واعتصمت مي بالحياء فماتت بدائها، ولها عذرها فالأم غير البنت، والشقيقة غير الحبيبة.
في منثورها رائحة شعر ذكية، وفي تعبيرها موسيقى بعيدة الأثر، كان أدب المقالة مسيطرا في عهد صباها، فتأثرت كغيرها بأسلوب الشدياق والحداد وإسحاق وغيرهم من كتاب القرن التاسع عشر، ثم ضمت إلى قسماتها الفنية بعض ملامح جبرانية ريحانية.
الكثير من أدب مي يؤثر بقارئه؛ لأنه ابن الانفعال، والانفعال كما يقول ريبو خميرة الإبداع الفني.
يحس قارئ مي أنها قرأت كثيرا، وتمثلت ما قرأته فأخرجته متسما بطابعها الشخصي، وإن لم يكن في هذا الطابع نتوء يدلك عليه فتعرفه أنى وجدته، والذي عندي أن مي ليست ممن يرسلون المقال عفو الخاطر بل تنقح وتحكك، فإذا كان الحطيئة عبد الشعر، فمي أمة النثر، أما أثرها في بنات جنسها فبعيد جدا، إنها ربة البند والعلم، وبحق يعقد لها اللواء في أدبنا النسائي الحاضر والغابر، وحسبها هذا.
رحم الله فتاة نابغة هي إحدى حلقات سلسلتنا الذهبية، وفي ذمة الله حياة ضاعت «بين الجزر والمد»، «إن المطرة ظلت وحدها تشيع السفينة - سفينة نبي جبران - بنظرها حتى توارت بالضباب».
أشارت إليها المحبة فاتبعتها، فدرستها على بيدرها، وغربلتها لتحررها من قشورها، وطحنتها لتجعلها نقية كالثلج، وعجنتها بدموعها حتى تلين، وأعدتها لنارها المقدسة، فكانت خبزا طاهرا ومحرقة نقية.
أمد الله في حياة أخواتها الكاتبات وأبقى لهن رداء الشباب. (11) ما بين مي وجبران: رسالة تكشف الغطاء وتزيل الستر، نعيمة وكتابه «جبران خليل جبران»
يا صديقي
لا تتعجب أن أخاطبك بيا صديقي، فقد كنا وما زلنا أصدقاء وإن ضرب الدهر بيننا، وفرقنا أيدي سبأ.
تذكر أيام المدرسة، وقد شبت وشبنا، وحينما - تمرون الديار ولم تعوجوا - أنظر إلى حركاتك وسكناتك فأتذكر مارون المرح كالبرذون الفارة، لا تسعه الأرض التي يحلها أو يحتلها، وعندما أسمع حديثك أو أقرأك أتذكر لواذع نكاتك التي كنت ترمينا بها فنفرنقع عنك بعد تكأكئنا عليك نتحرش بك، أتذكر «عاصي » و«الناكوزي» وغيرهما؟!
Página desconocida