Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Géneros
يغضي حياء ويغضى من مهابته
فما يكلم إلا حين يبتسم
ودرى غبطته أنني زائر الأرز غدا فضحك ضحكة خرساء، ولكنه خبأ النادرة لساعتها، وجئته في الصباح مودعا فقال: وأين مكاريك؟
وجاء المكاري فإذا هو من بطانة الذيل البطريركي، والبغلة بغلة الكرسي فقال له: توق صاحبك، إصح هه، الطريق عكشة.
وأخذت يده فوضع يسراه على كتفي وقال: زر قصحيا بدربك، فقلت: زرته وما انتفعت.
فضحك وقال: لأن شيطانك كبير . مع السلامة.
وبت بالأرز، وكلفني نفس الأركيلة ثلاثة بشالك - أجرة رسول إلى بشري - وتعشيت كبة نية، ونمت في خيمة نصبها الشيخ نسيم حنا ضاهر لزوار الأرز، وفي الغد اجتزت بشري فرأيتها بيوتا متراكمة، أوسع طرقاتها أقل من باع، وأكثرها أزقة بالكد يسلكها شاب ضخم مثلي.
وزرت بشري بعد الحرب الكبرى مرات فإذا هي هي، بيوت ملزوزة كخلايا النحل وقرايا النمل، فقلت في نفسي: يا ضياع الماء والهواء في هذا البلد، هيهات أن تظفر بشري بصيف واحد.
وزرتها أمس فأنكرتها، الشوارع مفتوحة كذراعي يسوع حين قال: «تعالوا إلي أيها المتعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم» والسبل منفرجة كيدي أم تستقبل وحيدا حديث الكرج والدبدبة، وساحات فسيحة كصدور أهلها الكرام، وأقنية حديثة تجيش فيها المياه جيشان النخوة في صدور أبناء بنت الأرز، وبكلمة تغني عن ألف: آمنت بفورونوف ورجوع الشيخ إلى صباه بعدما رأيت بشري تبرجت بعد حياء وخفر.
فمن أبرز هذه العروس وجلاها؟ إنه جبران، هذا أول أديب عربي أثرى من القلم، عفوا، من الريشة، ولست أعني ريشة التصوير بل تلك التي كتبت المجنون، والسابق، ويسوع ابن الإنسان، وآلهة الأرض، وحديقة النبي، ورمل وزبد.
Página desconocida