Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Géneros
اعترى لغتنا الجميلة شلل كاد يذهب بحياتها وجمالها، فتحرك الخيال اللبناني فإذا باليازجي يقف بإزاء الحريري.
ثم تحرك الخيال اللبناني وانتفض ذلك العرق الأصيل في أحمد فارس الشدياق، فخلق الأدب الجديد في الفارياق وكشف المخبأ، وأخرج لسان العرب من سراديب الحريري ودهاليز القاضي الفاضل.
وتحرك الخيال أيضا فكان الكشف والإشراق على عقل الشدياق النير فأبدع سر الليال، ثم نفخ في الصحافة نفخة أحيتها وكان من ذريته النبيلة إسحاق والحداد وعبده وصروف وزيدان وتقلا وغيرهم ممن أعجز عن عدهم .
وأبى اللبناني أن يستقر فعاد مارون النقاش من أوروبا يحمل إلينا المسرح، وكان بيته أول مسرح عربي.
وهب المعلم بطرس البستاني يطعم ويلقح، فأخرج من «جنانه» ثمارا جديدة شهية، وجاءنا بالمحيط «الهادئ» و«الدائرة» التي جعلت منه جماعة في رجل.
ثم ضاقت بالخيال اللبناني أرضه، كما ضاقت من قبل، فكانت الهجرة الثانية إلى الأقطار التي اكتشفها اللبناني الأول، فحمل لغته في قلبه ولسانه، وهب ينشرها في قارات الدنيا الخمس.
للأديان رسل ومبشرون، واللبناني رسول لغته لا دينه، ينقل منها وإليها، وكما نشر اللبناني الأول أبجديته واختراعاته في دنيا الأمس، فها هو ذا لبناني اليوم ينشر لسانه العربي مبشرا برسالته الخالدة.
وأبى الخيال اللبناني أن يهدأ فكانت المدرسة الرومنطيكية الرمزية، فخلقت القصة والشعر والنثر الجديدين.
إنه لدم جديد لقحت به مدرسة جبران والريحاني أدبنا العربي الحديث فوهبته مناعة ووقاية.
وأبى الخيال اللبناني أن يستقر فكانت في لبنان مدرسة شعر جديدة، فيها ازرقاق البحر، واخضرار الأرز، وابيضاض الثلج، واحمرار الشفق، ووحي الغسق، والموسيقى البعيدة القرار.
Página desconocida