Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Géneros
وفي حوار واحد أيضا، تقول زليخة: دخلك يا معلمتي، لا أريد الذهاب إلى العين، إني كلما التقيت على العين بنساء عائلة الحمصي يهزأن بي، والبارحة قالت لي وردة الحمصي ساخرة: إننا نوصد الأبواب في النهار.
فبعد دخلك يا معلمتي تجيء كلمة: إني، ونوصد.
وبعد قول أم وسيم أيضا: يا تقبر أمك، تأتي كلمة: لماذا تأخرتم؟
قد يقول سعيد: وكيف تقول؟ وأنا أجيبه: نقول: ليتك تقبر أمك، بدلا من «يا تقبر أمك»، والخادمة تقول: نغلق الأبواب، بدلا من «إننا نوصد» التي لا ينطق بها لبناني.
وهنا يلذ لي أن أذكر عبارة لأفهم كل مسرحي وقصصي كيف يدني حواره من طبيعة الحكي، جاءت هذه العبارة على لسان أحد شخوص مسرحيات سعيد قال: يكفي خمسون، بينما العوام لا يقولون إلا خمسين، فكيف نعمل حتى نقربها من الواقع؟ أنا في مثل هذه المواقف أفتش عن تعبير عامي فصيح، فأقول مثلا: نكتفي بخمسين.
ولا يكتفي سعيد بحشر «أن، وقد» في كل مكان، بل يدخل لام المزحلقة على خبر إن فيقول راجي: إن ابنك يا خالتي أم وسيم لولد عجيب.
وتقول أم وسيم لراجي: سأتركك ووسيم في دعابتكم، لا نطالب بنصب وسيم بعد واو المعية، فما لنا وللنصب، إن أم وسيم ككل لبنانية تستعمل «مع» في مثل هذا الحديث، فيقول: أتركك مع وسيم، أو أنت ووسيم.
وبينا نراه يتشدد في استعمال هل والهمزة إذا به ينزل إلى حضيض العامية، يقول وجيه في حفنة ريح: ما هذا بعذر، ثم يتبعها بقوله: القهوة سعرها بالجو، وبينما يقول: تشكرات، إذا به يتبعها بالقول: هل أعددت اللحن، هل اقتضبته، وفي موضع آخر: هل عايدة بخير.
أما سين الاستقبال فترد كثيرا على لسان قلم سعيد، وهي ليست من بضاعة الحوار الواقعي، ومثلها لقد: لقد هرم وطالت لحيته وابيضت، فآه من لقد في الحوار يا سعيد، إنها تستاهل مسبة دين فخمة.
وإذا اعترضنا على حوار شخوص سعيد، فإننا لا نعترض على شخصياته الذين نجدهم في كل ضيعة، بل في كل مزرعة مكونة من بيتين وتنور.
Página desconocida