Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates

Marun Cabbud d. 1381 AH
184

Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

Géneros

كنت أتوقع من الشيخ الذي أجل علمه أكبر إجلال أن ينحو نحوهم في المسميات، وهو قد فعل، ولكنه في أماكن قد أبعد اللفظة عن مدلولها المعاصر، وفتش لها عن اسم في مخلفات جيش المحاربين القدماء.

فأنا أوافقه على «تأصيل» أبرل وأبرغ لو كنا في حاجة إليها، إني أحب جدا أن يقال: تلفن يتلفن تلفنة، بدلا من هتف المتلبسة.

ولكن كيفما دارت بهذه الموسوعة الحال، وكيفما كان حظ بعض ألفاظها من الاستعمال، فقد دلت على فهم لسر اللغة منقطع النظير، وستكون موسوعة الشيخ العلايلي كتاب القرن العشرين في إحياء اللغة العربية ومعرفة أسرارها، إنه عمل تعجز عنه الجبابرة والعمالقة، ولكن الأمثال تصدق دائما: الرجال لا تقاس بالذراع.

فهنيئا لنا وللعلايلي كتابه الذي هو نسيج وحده، وعسى أن يتحرك أحد من رجال هذا العصر، حكومة وشعبا، كما تحرك ذاك الأمير الهندي - لست في مكتبتي لأذكر اسمه - وطبع كتاب سر الليال. (4) حول حديث القصة

أي لون من ألوان القصة كان أوفى نصيبا من النجاح في البلاد العربية؟

1 - إذا كانت تعني بالنجاح الرواج، فروايات زيدان كانت تقرأ منذ عشرات السنين وما زالت تقرأ، أما إذا كنت تقصد الفن فعندنا قصص أنجح منها، وهنا لا بد من القول: إن القصة أنواع، وإن القصة المتمسكة بأذيال الفن لا تروج كثيرا عندنا؛ لأن جمهورنا لا يدرك ذلك المجهود كل الإدراك، تهمه الحكاية والعقدة الغريبة. - في أي البلاد العربية كانت القصة أكثر رواجا؟ - وهل هنالك سوق غير مصر؟ هناك البندر يا أخي محمدا، اكتب على كتابك طبع في مصر تكفل له قراء، وإذا كنت تقصد بأين راجت، أين نشأت، أو أين أقبل على تأليفها، فجوابه: إن القصص الأولى من عمل سليم البستاني وزيدان وصروف وأنطون وغيرهم وغيرهم، أما الأقصوصة فمن عمل جبران ثم أحمد تيمور، وهؤلاء هم رواد القصة والأقصوصة، ثم جاء غيرهم يحذو حذوهم فصار عندنا قصصيون، أنا متفائل لا متشائم، نعم عندنا قصص وأقاصيص وجل من لا عيب فيه وعلا. - هل استكملت القصة العربية كامل شروط القصة الحديثة؟ - هنالك قصصيون كفوا ووفوا، وقبل وبعد فأنا لا أؤمن بالهندازة ليصير القص عليها، دون أن نحيد عنها قيد شعرة، فعلى الفنان أن يخلق هندازته، بشرط أن لا يتعدى المبادئ العامة المتفق عليها، وهذه المبادئ لم تكن لتوضع، لولا أنها نسخة عن الطبيعة، فالشرع - كما تقول المعتزلة - لم يجعل الشيء حسنا بأمره به، فالقصة إذن يجب أن تكون طبيعية، وعندنا قصص كثيرة مستوفاة هذه الشروط، لا أسمي لئلا أنسى أحدا منهم، والأدباء كما تعلم وأعلم يغضبون، فما لنا وسخطهم، أما اعتقاد بعضنا أننا متأخرون جدا فهذا تطرف، نعم لم نبلغ القمة بعد، ولكننا على الأقل صرنا على أكتاف الجبل، وهذا كاف، فالقصة عندنا صغيرة السن، ومع ذلك صارت تشتهى. - هل ترى أن يكون للقصة هدف اجتماعي؟ - وأي عمل فني بلا هدف يا أستاذي، إن القصة الرائعة لا تكون بلا هدف اجتماعي، فهي صورة عن المجتمع، أما الذي لا يصح فهو أن يكون القصصي واعظا، يجب أن يختفي القصصي وراء شخوصهم ويسيرهم دون أن يرى، لا تنس دون أن يرى، فموقف القصاص من أبطاله كموقف الملقن من الممثل، عليه أن يلقن وعليه أن لا يسمع صوته الناس، وكذلك على القصصي أن يوجه بطله إلى الهدف دون أن يدرك قصده، لئلا يعرقل سير القصة، فعيب مسرحيات شوقي، وروايات فرح أنطون هو أن المؤلفين لا يختفيان وراء أبطالهم، كثيرا ما يقف فرح أنطون ليطرح الصوت ويوبخ الإنسانية، وهذا عيب قصص فرح الأكبر بالنظر للفن، وعيب مسرحيات شوقي هو أنه فكر بالشعر أكثر من تفكيره بالمسرح، كان ينظم ويفكر بعبد الوهاب لا بالمسرح والنظارة. - ما هي الأسباب التي يمكن أن نرجع إليها إهمال الأدب العربي القديم للقصة؟ - الأدب العربي أهمل القصة، ومن قال ذلك؟ الأدب العربي أبو القصة في العالم، فهذا كتاب الأدب المقارن للدكتور بول فان تياجم لا يذكر أدب العرب إلا بسبب ألف ليلة وليلة، ففي ألف ليلة وليلة دخل الأدب العربي في الآداب العالمية واحتل الصدر.

وهذا المتمشرق الإنكليزي جب، عضو المجمع الملكي العربي المصري، هذا الأستاذ المختص بدراسة القصة يقول: إن الغرب لم يعرف القصة قبل اطلاعه على ألف ليلة وليلة، وهذا الأديب العظيم أندره حيد يرى ألف وليلة بمقام التوراة.

الآن ألف ليلة وليلة ليست على نسق القصة اليوم، نقول إن العرب أهملوا القصة؟ هل لي أن أطلب من جد جدي أن يلبس مثلي! وهل إذا لم يلبس مثلي أعده عاريا أو أهمل اللبس، جدي لم يكن من العراة، ولكنه ماشى زمانه ولكل زمان زي. - هل عرف العرب المسرحية، وما هو أثر أحمد شوقي في هذا الميدان؟ - المسرحية، لا، لم يؤلفوا في المسرح، ولو كان لهم مسرح لكان الجاحظ موليرنا في بخلائه، أما شوقي فجزاه الله خيرا، وقد وفى قسطه للمسرح ونام، وعلى الذرية أن تسير بالعمل إلى التمام، شاء أن يكون شاعرا جامعا فكان. - من هو القصاص الأول في أدبنا الحديث؟ وهل يستحق أن يجلس في صف القصاص العالميين؟ - هو، هو، زدتها يا شيخ، أنا رجل ميسور أمري أعسر، كما قالت نعم لصاحبها عمر، ولكن بما أن أسهم الدكتور طه حسين في صعود وهو مرشح لجائزة نوبل كما يقولون، وهذا فخر لنا نحن العرب، فلا بأس أن يجلس مع القصصين العالميين، يجب أن نثق بأنفسنا يا أستاذ. - أية قصة عربية تختار لتكون من القصص العالمية؟ - أية قصة عربية اختار لتكون من القصص العالمية، لا جواب على هذا السؤال، بلى كان بوسعي أن أختار واحدة من قصص طه حسين لولا خروجه على قوانين القصة وإعلانه العصيان المدني في «المعذبون في الأرض».

وكما حرم هو المتنبي من الشعر الملحمي لأنه فكر بذاته، فأنا أحتج على قصص طه للسبب عينه. - هل يعتبر طه حسين قصاصا، وما منزلة كتابه الأيام في عالم القصة؟ - معلوم! ألم تسمع ما قلنا، معلوم، معلوم، طه حسين قصاص، وعنصر القص سائد في جميع ما كتب ويكتب معالي الوزير طه حسين، فهو يقص دائما حين يكتب، وإذا لم يكن موضوعه يحتمل القص جرد طه منه ومني ومنك شخصا يقص عليه، لطه حسين دعاء الكروان وشجرة البؤس، قصتان جيدتان، أما كتابه «الأيام» فسيرة حياة أو مذكرات، ولكن عنصر القص سائد فيه وإن لم يكن قصة. - أنت أين تضع نفسك في عالم القصة، وأي قصة تفضل قصصك؟ - آه يا لاللي ... هذا سؤال، أين أضع نفسي؟ من يكون الدفتر بيده ويجعل نفسه من الأشقياء، أسال الناس أين يضعوني، الناس تقرر لا أنا، المسيح سأل حواريه بطرس: من يقول الناس أني أنا.

إن مقدرات صاحب القلم في أحناك الناس يا أستاذ، هم الذين يقررون، اليوم وغدا وفي الدهر العتيد، وسألتني أية قصة أفضل، وهذه العصا من تلك العصية، اسأل نفسك، فكل فتاة بأبيها معجبة. - هل تتوقع مستقبلا زاهرا للقصة العربية؟ - وكيف! القصة عندنا راكضة نحو الكمال الفني، بارك الله في الشباب وفي المطالعة، فلو تجلدوا وقرءوا وتأملوا لعملوا قصصا تعيش، أنا لست متشائما، يزعم غيري أنهم يقلدون قصصي الغرب وهذا لا يضيرهم، فتولستوي استمد من موباسان وفلوبير، وأنا كارنين بنت عم مدام بوفاري، ولكنها ليست هي، فمستقبل القصة يكون باهرا إذا عمل شبابنا قصصا تستمد عناصرها من محيطهم، فالغرب إذا اطلع على قصة يصح أن تحدث في كل مكان، أو تشبه محيط بلاده، يقول كما قال الصاحب بن عباد: هذه بضاعتنا ردت إلينا.

Página desconocida