Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates

Marun Cabbud d. 1381 AH
173

Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

Géneros

تجمع ثلاثة على شبلي: المنذر، وبولس زين، ويوسف مراد، وكل واحد من هؤلاء عارف بأسرار اللغة، وإن لم تكن له شاعرية شبلي وترسله، فراحوا ينتقدونه لغويا، على طريقة الشيخ إبراهيم اليازجي في لغة الجرائد؛ ابتدءوا بمسرحيته «الفرد الكبير»، فوقعوا فيها على أخطاء كثيرة، فكان لنا من مطالعة نقدهم فوائد جمة.

قد تقول وما علاقة بولس زين؟ وكيف دخل في القضية «شخص ثالث»؟

كان بولس زين محاميا، وكان تامر الملاط شقيق شبلي قاضيا في كسروان، فكان إذا جاء زين ليرافع، ومن عادته التطويل الممل، ضاق به صدر الملاط، وكان ضيقا بلا سبب، وأسكته بهذه العبارة: صه يا رجل.

ودارت الأيام دورتها، فعزل مظفر باشا تامر الملاط، وعين بولس زين قاضيا لمحاكمته، فكان إذا حاول تامر أن يتكلم أسكته زين بقوله: صه يا رجل ... أي اسكت أبدا.

هذا ما حمل بولس زين على المساهمة في نقد أستاذنا، وانفتح لهم صدر جريدة لبنان لإبراهيم الأسود عدو بيت الملاط، كان الأسود مقربا من مظفر باشا متصرف لبنان، وإليه يعزى تعيين بولس زين قاضيا، وهكذا اتفقت الأغراض وكانت تلك المعركة، ولكن النقد ينفع ولا يضر، ولو كان من العدو، أما قال الشاعر:

عداتي لهم فضل علي ومنة

فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا

هم كشفوا عن زلتي فاجتنبتها

وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

فكما تتعلم كيف يكون الدينار الزيف حين يعيده إليك الصيرفي، كذلك يفيدك نقد الكلام، فلا تلعن أبا الناقد ولا تحرق دينه، فليس للناقد دين ولا مركع.

Página desconocida