Jóvenes y Antiguos: Estudios, Crítica y Debates
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Géneros
محمود علي طه
أما الفقيد الرابع، وهو المهندس محمود علي طه، فشاعر مجدد ينحو نحو شعراء الوقت في لبنان، وله قصائد غراء، يحق لنا أن نقول في هذا الشاعر ما قيل في أبي تمام: إنه مات ولم يستمتع بخاطره .
كان له شعر رائق طريف يطبع على غرار الشعر الحديث، وإن لم تنقطع الصلة كل الانقطاع بينه وبين القديم، وإن نهج شعراء الفرنجة في أساليب الكلام، لقد انطفأ خبر هذا الشاعر كأنه لم ينظم دواوينه «الملاح التائه» و«أشباح وأرواح» و«ليالي الملاح» فما أرخص موت الأدباء والشعراء.
يوسف البعيني
أما الخامس فهو الأديب يوسف البعيني أحد أعضاء العصبة الأندلسية في البرازيل، شاء هذا الكاتب الأديب أخيرا أن يكون ناقد العصبة فكتب في النقد فصولا، ولكن الموت عجل عليه قبل أن نستطيع الحكم على ما كان يرجى منه من خير أدبي، بيد أن ناقد العصبة كفي ووفي على قلة ما كتب.
إنني أنظر إلى الغد نظرة خشية، فعسى أن يحل أدباء الشباب محل هؤلاء الجهابذة الذين تواروا في عام واحد، والحبل على الجرار، أرجو أن يقدر الشباب المسئولية الملقاة على عاتقهم، فهم خلفاء هؤلاء الأدباء الذين ذهبوا، فليعدوا العدة.
على الجيل الطالع أن يتعمق في دراسة الأصول، وأن يتبحر في متون اللغة وهوامشها، وأن يعب من ينابيع الثقافة الحديثة، وإذا لم يجد دلوا فليعب بيديه من نهر العلوم والآداب العالية، وإلا فإني أخشى أن يصح فينا قول الحجاج في إحدى خطبه: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون؟ إن العلم أوشك أن يرفع، ورفعه ذهاب العلماء، أما أنا فلا أزعم زعم الحجاج المتشائم، بل أتجلد وأقول مع السموأل:
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلى وكهول (7) إبراهيم عبد القادر المازني
المازني كاتب متفرد، هام حينا في أودية الشعر، ثم اهتدى إلى شخصيته فعرف ذاته، أدرك أنه لن يصير شاعرا محلقا فمال عن القول المنظوم إلى الكلام المنثور فخلد بنثره في دنيا الأدب، انفصل المازني عن أقرانه - حسين والعقاد والرافعي والزيات وهيكل - بأسلوبه الشخصي المستملح، فكان نسيج وحده كما عبر أسلافنا القدماء، تعرفه حين تقرأ مقالا له، وإن كان غير ممهور، وتلك سمة الكاتب الفذ.
Página desconocida