El extraño caso del doctor Jekyll y el señor Hyde
الدكتور جيكل والسيد هايد
Géneros
أجاب بول بصوت أجش: «أظن أن ثمة جريمة.»
صرخ أترسون: «جريمة!» ثم انتفض من مقعده، وتسارعت نبضات قلبه وقال: «ماذا تقصد؟»
أجاب بول: «لا يمكنني أن أجزم يا سيدي. لكن هل تتفضل وتأتي معي وترى بنفسك؟»
لم يجبه مستر أترسون وإنما انتزع معطفه وقبعته في عجالة. لاحظ أترسون انفراجة على وجه بول، فوضع يده على كتفه وقال له: «سنسبر غور الأمر.» وعندئذ غادر الرجلان.
كانت الليلة موحشة وشديدة البرودة. أمسك الرجلان بقبعتيهما حتى لا تطيرا من شدة الريح. وكانت الأتربة والرمال تطير في دوامات في الهواء. واندفعت الأشجار الرفيعة بعنف نحو السياج. ما كان ليتحمل مثل هذا الطقس الكريه سوى عدد قليل من الناس، من ثم كادت تخلو الشوارع من المارة. رأى أترسون أن الشوارع لم تبد مهجورة بشدة هكذا قط، وشعر أيضا أن ثمة شيئا سيئا وشيك الحدوث. عرف أترسون أن هذا المساء سيحمل شيئا فظيعا؛ خاف أترسون من أن يكون دكتور جيكل قد مات.
عندما بلغا منزل جيكل، نزع بول قبعته على الرغم من البرد الشديد كي يمسح العرق الذي كان يتصبب من حاجبه لأنه كان يسير طول الطريق في عجالة لكنه توقف الآن. قال بول بصوت أجش وحزين: «حسنا سيدي، ها قد وصلنا. أدعو الله أن يكون كل شيء على ما يرام بالداخل.»
أجاب أترسون: «بإذن الله يا بول.»
قرع بول الباب الأمامي بشفرة معينة: ثلاث طرقات سريعة ثم طرقتين بطيئتين. فتح الباب لبضع بوصات فحسب وأطل منه وجه، وجاء صوت امرأة يقول: «هل هذا أنت يا بول؟»
قال بول: «كل شيء على ما يرام. افتحي الباب.»
دخل أترسون وبول الردهة الأمامية التي أضاءتها النيران المستعرة. فوجد جميع الخدم بالمنزل جاثمين معا كأنهم قطيع من الماشية. أجهشت واحدة من الخدم في البكاء لدى رؤيتها مستر أترسون. قالت الطباخة: «إنه مستر أترسون!» ثم ركضت نحوه وطوقت عنقه.
Página desconocida