Isla de Rodas: su geografía, historia y arqueología, seguido de un resumen histórico de las islas más famosas del mar Egeo
جزيرة رودس: جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه
Géneros
سميت هذه الجزيرة قديما «نمفيا» (من إلاهات البحار والغابات) و«ميروبس» نسبة إلى «ميروب» رئيس إحدى القبائل التي استعمرتها في العصور الخالية، و«لانجو» سميت بذلك، على ما زعمه بعض المؤرخين؛ لأنها مستطيلة الشكل، وأشهر أسمائها «كوس»، وورد ذكرها بهذا الاسم في أعمال الرسل، إصحاح 21 عدد 1، وأصله «كو» وهو اسم ابنة «ميروب»، الذي تقدم ذكره، ومنه «استانكيو»، وهو من أسمائها القديمة و«استانكوي» الذي عرفت به عند الترك. وهذه الجزيرة أكبر جزائر إيطاليا في بحر إيجه بعد رودس، واقعة في مدخل خليج بودروم (هاليكارناس) في آسيا الصغرى، وهي مستطيلة الشكل كما ترى في الخريطة، طولها 44 كيلومترا، ويختلف عرضها باختلاف الجهات، ومساحتها 282 كيلومترا مربعا، وتخترقها سلسلة جبال أعلاها جبل خريستو، ارتفاعه 875 مترا، وعدد سكانها حسب الإحصاء الأخير 16170 نفسا، واشتهرت بخصب تربتها وجمال مناظرها.
وأهم حاصلاتها العنب والتين والزيتون والليمون والبرتقال، وفيها مياه كبريتية حارة ومياه حديدية، أما تاريخها القديم فتغشاه غياهب القدم، وورد عنها في الميثولوجيا روايات كثيرة يضيق المقام عن ذكرها، وقد استولت عليها الأمم التي أغارت على رودس وغيرها من الجزر القريبة منها، وحكمتها بعد اليونان الدولة الرومانية والمملكة البيزنطية وأمراء البندقية وحكومات جنوى، وافتتحها الفرسان (الشفاليه)، وبقيت في حوزتهم إلى سنة 1522م؛ حيث استولت عليها الدولة العثمانية، وقد شاد فيها أولئك الفرسان حصونا منيعة، وهي باقية إلى الآن، ولا تزال عليها شاراتهم، وكثير من النقوش والرسوم والنصوص التاريخية، وليس لهذه الجزيرة شأن يذكر في تاريخ اليونان، ولكنها بلغت أوج الشهرة والفخر بمن نبغ فيها من عظماء الرجال؛ فهي مسقط رأس أبقراط أبي الطب، ووطن أبيل المصور الشهير، وهو أبرع مصوري اليونان على الإطلاق، غير من ظهر فيها من العلماء والفلاسفة مثل أريستون، وهو من أكبر الفلاسفة، وفلياس من أشهر العلماء والشعراء، وكان معلما لبطلميوس فيلادلفوس، وفي هذه الجزيرة شجرة دلب ممتدة الأغصان وارفة الظلال، يقال إنها الشجرة التي كان يجلس تحتها أبقراط، ويجتمع حوله تلاميذه لتلقي علوم الطب، ولهذه الشجرة منزلة سامية عند أهل الجزيرة، وقد بلغ من عنايتهم بها وحرصهم عليها أنهم سندوا أغصانها الكبيرة بأعمدة من الرخام؛ لئلا تنكسر من عصف الرياح، ولما كانت شجرة الدلب لا تعيش أكثر من خمسة قرون، كما حققه علماء النبات، وقد مضى من عهد أبقراط
1
إلى الآن 23 قرنا، فيحتمل أن هذه الشجرة غرست فيما بعد مكان الشجرة الأصلية إحياء لذكرى أبقراط، وكان في هذه الجزيرة هيكل عظيم لأسكولاب إله الطب. (2) جزيرة نيسيروس
Nissyros
ويسميها الترك «أنجرلي» نسبة إلى التين، واسمها القديم «بورفيرس» وهو نوع من الرخام لونه ضارب إلى الحمرة بما يشبه الأرجوان. سمي بذلك لأن لفظة «بورفير» باليونانية معناها الأرجوان، وهذه الجزيرة واقعة بين جزيرة استانكوي التي مر ذكرها وجزيرة إيلياكي، وروى المؤرخون أنها كانت متصلة بجزيرة استانكوي في قديم الزمان، وانفصلت عنها بزلزلة هائلة. وفيها بركان خامد من زمن بعيد، وفوهته على ارتفاع 690 مترا، وأرضها خصبة، ومساحتها 39 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها حسب الإحصاء الأخير 3160 نفسا، وهي هرمية الشكل، وأعلى قمة فيها ارتفاعها 722 مترا.
وقد اشتهرت هذه الجزيرة بمياهها المعدنية الحارة؛ لما حوته من الخواص في شفاء كثير من العلل والأمراض، ويقصدها الناس من جميع الأقطار للاستشفاء بهذه المياه من الرثية (الروماتزم)، وأمراض المعدة، والأمعاء، والكبد، والطحال، وداء السكر (الديابيطس) والزلال، والنزلات الصدرية المزمنة وغيرها ، ودرجة حرارتها الطبيعية من 37 إلى 50 درجة مئينية (سنتجراد). وقد رأيت أن أذكر هنا ما تحتويه هذه المياه من العناصر لما في ذلك من الفوائد، وخاصة لمن أراد مقارنتها بمياه المدن المشهورة في أوروبا بحماماتها، وهذا بيانها حسب التحليل الكميائي: كبريتات الصودا، كبريتات البوتاسا، الإيدروجين المكبرت، أوكسيد الحديد، كبريتات المغنيزيا، كلورور البوتاسيوم، كلورور الصوديوم (ملح الطعام)، كلورور المغنيزيا، كلورور الكلسيوم، كبريتات الجير، كاربونات المغنيزيا، طفل، حمض بيريتيك. (3) جزيرة بطمس
ويسميها الترك «باطنوز»، هي جزيرة صغيرة واقعة على بعد 20 ميلا من جزيرة ساموس (سيسام)، مساحتها 32 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها حسب الإحصاء الأخير 2550 نفسا، وأعلى قمة فيها ارتفاعها 293 مترا، وهذه الجزيرة صخرية قاحلة، وهي التي نفي إليها القديس يوحنا الإنجيلي في سنة 94م في عهد الإمبراطور دوميسيانوس، وفيها دير قديم يحتوي على كثير من الكتب اليونانية النادرة، وتحت هذا الدير كهف يظن أن القديس يوحنا كتب فيه سفر الرؤيا. (4) جزيرة كربة
Scarpanto
اسمها القديم «كارباتوس»، وبه سمي الجزء الواقعة فيه جميع جزائر الأسبوراد الجنوبية في بحر إيجه، ومنها رودس، ومن أسمائها القديمة «تترابوليس»، ومعناه ذات المدن الأربع، و«هيباتوبوليس» أي المدن السبع، وهذه الجزيرة صخرية ومستطيلة الشكل كما ترى في الخريطة، وفيها غابات كثيرة ومناجم رخام وحديد وآثار قديمة، واختصت في عهد جاهلية اليونان بعبادة «بوسيدون» إله البحار وهو «نبتون» عند الرومان، وتنحصر صناعة أهلها في الزراعة وإنشاء السفن، مساحتها 277 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها حسب الإحصاء الأخير 75000 نفس، وأعلى قمة فيها ارتفاعها 1204 أمتار. (5) جزيرة هركيت
Página desconocida